لن نراه مرة أخرى.. خبير لغة جسد يفسر إشارة محمد صلاح لجمهور ليفربول

لن نراه مرة أخرى.. خبير لغة جسد يفسر إشارة محمد صلاح لجمهور ليفربول

قد تكون عودة الدولي المصري محمد صلاح العاطفية إلى آنفيلد أمام برايتون هي ظهوره الأخير بقميص ليفربول، بحسب ما أكده خبير بارز في لغة الجسد. 

ورغم الاستقبال الحار الذي حظي به النجم المصري من جماهير ناديه، تشير تحليلات ما بعد المباراة إلى أن صلاح أظهر إشارات واضحة توحي بوداع محتمل، وذلك قبيل توجهه للانضمام إلى منتخب بلاده استعدادًا لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية.

 

 

وعاد صلاح إلى ملعب آنفيلد، يوم السبت، ليسهم في فوز ليفربول على برايتون في الدوري، في مباراة أحاطت بها أجواء من الترقب الشديد بسبب الغموض الذي يكتنف مستقبل الجناح المصري، وبعد إعادته إلى قائمة الفريق عقب محادثات داخلية، شارك صلاح في اللقاء وكان له دور في تحقيق الانتصار، قبل أن تتجه الأنظار سريعًا إلى ما حدث بعد صافرة النهاية.

عقب انتهاء المباراة، حرص صلاح على التجول في أرجاء الملعب، موجهًا التحية للجماهير، فيما كانت مدرجات آنفيلد تهتف باسمه. 

 

وظهرت لافتات في المدرجات تحتفي بإنجازاته، وردّ المشجعون بتصفيق مطوّل حمل طابعًا احتفاليًا لافتًا، مشهد بدا استثنائيًا، خاصة في ظل الأسابيع المضطربة التي سبقت اللقاء، بين تراجع المستوى والتوترات خارج المستطيل الأخضر.

ومع اقتراب موعد انضمام صلاح إلى منتخب مصر للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، اكتسبت مباراة برايتون أهمية مضاعفة، تلك اللحظات العاطفية، وتوقيتها تحديدًا، أشعلت نقاشًا واسعًا حول ما إذا كانت جماهير ليفربول قد شهدت بالفعل الفصل الأخير من مسيرة أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الريدز.

 

 

مباراة الوداع

وفي حديثه لموقع OLBG، قدّم خبير لغة الجسد البريطاني البارز دارين ستانتون قراءة لافتة لسلوك محمد صلاح عقب مباراة برايتون، قائلا: “نعم، بدا محمد صلاح متأثرًا للغاية بعد مباراة برايتون. أعتقد أن المشهد كان أقرب إلى مرثية شخصية له، وبصراحة، لا أظن أننا سنراه مجددًا هنا”.

وشرح ستانتون أسباب اعتقاده بأن اللحظة حملت طابعًا نهائيًا، مضيفًا: “كانت الدموع في عينيه وهو يصفق للجماهير، لذلك أرى أن تلك كانت أغنيته الختامية، نوعًا من الوداع، حتى وإن لم يكن وداعًا رسميًا، أعتقد أنه في قرارة نفسه يدرك أنه لن يعيش تلك اللحظة مرة أخرى ولن يسير على ذلك الملعب مجددًا”.

واختتم المحلل حديثه بالتركيز على التفاصيل الدقيقة لتعبيرات صلاح، قائلًا: “كان على وجه صلاح مزيج من الحزن وخيبة الأمل؛ لأن الأمور بطبيعة الحال لم تسر كما كان يأمل، في جوهره، بدا حزينًا للغاية ومتأثرًا، والدموع في عينيه، وعلى مستوى تعابير الوجه، ظهرت ما يُعرف بالتعبيرات الدقيقة التي تعكس مشاعر الحزن”.

 

 

كانت مسيرة محمد صلاح مع ليفربول واحدة من أكثر المراحل غزارة وتأثيرًا في تاريخ النادي، فمنذ انضمامه في عام 2017، أعاد النجم المصري صياغة المعايير الهجومية في آنفيلد، وتقدّم إلى المركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي، ليصبح رمزًا لمرحلة هي الأنجح في تاريخ ليفربول خلال القرن الحادي والعشرين.

غير أن الأشهر الأخيرة من عام 2025 اتسمت بحالة من الغموض، بعدما تراجع مستواه نسبيًا، بالتزامن مع تغييرات تكتيكية أدت إلى تدويره وإبقائه على دكة البدلاء في عدة مناسبات خلال فترة صعبة على مستوى النتائج. وجاءت تصريحات صلاح العلنية عقب تلك القرارات لتكشف عن توتر خلف الكواليس مع المدرب آرني سلوت، وتفتح باب الشكوك على مصراعيه بشأن مستقبله الطويل الأمد مع النادي، في سابقة لم تشهدها مسيرته مع “الريدز”.

ورغم كل ذلك، ظل ارتباط صلاح بجماهير ليفربول قويًا ومتجذرًا، وهو ما تجلّى بوضوح في ردّة الفعل التي حظي بها في آنفيلد أمام برايتون، حين أكدت الجماهير مجددًا شعبيته الجارفة والاحترام الكبير الذي يحظى به داخل المدرجات.

 

 

مرحلة حاسمة

وسيوجّه محمد صلاح بوصلته الآن نحو الواجب الدولي، مع التحاقه بصفوف منتخب مصر استعدادًا لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية، وتمثّل البطولة محطة توقف طبيعية في موسم أسطورة ليفربول، وفرصة لالتقاط الأنفاس وربما اتخاذ قرارات مفصلية بعيدًا عن أضواء وضغوط الدوري الإنجليزي الممتاز.

في المقابل، يقف ليفربول أمام مرحلة حاسمة مع اقتراب فتح سوق الانتقالات الشتوية في يناير. وسواء عاد صلاح إلى ميرسيسايد من عدمه، فإن النادي مطالب بالاستعداد لكل السيناريوهات، في ظل ارتباط فريق آرني سلوت بقوة بنجم بورنموث أنطوان سيمينيو، الذي يُقال إنه يمتلك شرطًا جزائيًا تبلغ قيمته 65 مليون جنيه إسترليني، يدخل حيّز التنفيذ هذا الشتاء.

وفي الوقت ذاته، تشير التقارير إلى اهتمام كبير من جانب أندية الدوري السعودي للمحترفين بضم صلاح، كما طُرح اسم الدوري الأمريكي ضمن الخيارات المحتملة لوجهة النجم المصري.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف