ليا تاريخ طويل مع ماكينة الخياطة ورائحة القطن .. حكاية «عبد الرازق» الذي حول شغفه إلى حرفه


يمتلك العم «عبدالرازق» أحد المنجدين بقرية العباسة الكبيرة التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، حكايات طويلة مع نسيج القطن الأبيض والإبرة وماكينة الخياطة، وعلى الرغم من بساطة المهنة، إلا وأنه استطاع أن يجعل من عمله حكاية حب لا تنتهي.

يقول «عبد الرازق» إنه يعمل في مهنة التنجيد منذ 34 عاماً، ولم يرثها عن أحد، بل أحبها بنفسه منذ صغر سنه، وقرر أن يتعلم جميع تفاصيلها خطوة بخطوة حتى أتقنها، وبعد سنوات من التعلم بدأ يجلس في ورشته الصغيرة، يحمل أدواته بكل شغف، ويصنع المراتب القطن بكل حب، ويحوّل القطع القديمة إلى جديدة بروح الفن والصبر.

وأضاف «عبد الرازق» بأن المراتب القطن كان لها شهرة كبيرة أيام زمان، فكان جميع العرائس يعتمدون عليها ويقبلون عليه بشكل دائم للتنجيد، ولكن مع ظهور المراتب الجاهزة الحديثة قل الإقبال على المراتب القطن، على الرغم من أنها الأكثر صحياً.

“المنجد لازم يكون عنده صبر وذوق في التعامل مع الزبائن”، هكذا يصف «عبد الرازق» سر نجاحه في المهنة، مؤكدًا أن المهنة ليست مجرد خياطة أو تركيب قماش، لكنها فن يحتاج إلى لمسة قلب قبل اليد، مشيراً إلى أن مرحلة تجهيز المرتبة القطنية ليست بسيطة بل تحتاج إلى مجهود وخطوات عديدة حتى تصل إلى النهاية المطلوبة بنجاح.

وتابع «عبد الرازق» بأن ارتفاع أسعار القطن المصري كانت سبباً في توجه البعض إلى شراء المراتب الجاهزة لأنها أقل سعرا وأكثر تميزا من حيث الشكل، مشيراً إلى أنه يواصل عمله بإصرار، معتبرًا أن حب المهنة هو الدافع الأقوى للاستمرار بالنسبة له، لأن صوت ماكينة الخياطة ورائحة القماش الجديد ليست مجرد تفاصيل يومية، بل حياة كاملة يعيشها بكل رضا وفخر.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف