ليست وصمة عار.. 3 أسباب تدفع بيريز للتخلي عن تاريخ ريال مدريد

في خطوة كانت يومًا ما في حكم المستحيل، وتعد مساسًا بتقاليد النادي الملكي الممتدة لأكثر من 120 عامًا، تهتز أروقة العاصمة الإسبانية بأخبار مفادها أن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، يدرس بجدية طرح نسبة من ملكية النادي للبيع.
الفكرة التي كانت تُقابل بالرفض القاطع، باعتبار النادي ملكا لأعضائه، باتت اليوم خيارًا استراتيجيًا مطروحًا على الطاولة. هذه الخطوة، إن تمت، لن تكون وصمة عار أو علامة على الضعف، بل هي مناورة اقتصادية جريئة تفرضها تحديات كرة القدم الحديثة لضمان بقاء ريال مدريد على عرشه.
3 أسباب جوهرية تقف خلف هذا التفكير الثوري:
1. مواجهة الأندية فاحشة الثراء
لم يعد التنافس في أوروبا يعتمد فقط على الإرث والتاريخ، أندية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، المدعومة بقوة مالية كبيرة، غيّرت قواعد اللعبة. أخيرًا، انضمت أندية أخرى ذات ملاءة مالية ضخمة مثل تشيلسي ونيوكاسل، وحتى ليفربول باستثماراته الجديدة، إلى حلبة الصراع.
هذه الأندية قادرة على دفع رواتب فلكية وكسر أرقام سوق الانتقالات دون أن ترمش لها عين، ونموذج ريال مدريد التقليدي، المعتمد على الإيرادات التجارية وحقوق البث، يجد صعوبة متزايدة في مجاراة هذا الإنفاق غير المحدود، بيع حصة من النادي سيوفر سيولة نقدية فورية تمكّن بيريز من الدخول في “حرب النجوم” المالية هذه وتأمين أفضل المواهب العالمية دون قيود.
2. تفادي مصير برشلونة المالي
على بعد بضع مئات من الكيلومترات، يقدم الغريم التقليدي برشلونة درسًا قاسيًا في عواقب سوء الإدارة المالية والاعتماد المفرط على الديون. النادي الكتالوني اضطر لبيع أصوله المستقبلية “الرافعات الاقتصادية” لتسجيل لاعبيه وتفادي الإفلاس.
يرى بيريز، المعروف بذكائه المالي، هذا السيناريو كجرس إنذار، خطوته المحتملة ببيع حصة هي إجراء وقائي واستباقي، تهدف إلى تحصين النادي ماليًا قبل الوصول إلى حافة الهاوية. فبدلاً من انتظار الأزمة ثم بيع الأصول المستقبلية بأسعار زهيدة، يسعى بيريز لجلب شريك استراتيجي في وقت قوة لضمان استقرار طويل الأمد.
3. شبه انهيار مشروع السوبر ليغ
كان دوري السوبر الأوروبي هو “الخطة أ” لفلورنتينو بيريز لضمان تدفق مالي ضخم وثابت يحرر الأندية الكبرى من سطوة الاتحادات القارية. كان المشروع بمثابة الحل السحري الذي سيضخ مليارات اليوروهات في خزائن النادي. لكن مع انهيار المشروع تقريبًا وتعثره في المحاكم الأوروبية، تبخر هذا الحلم، على الأقل في الوقت الحالي.
لم يعد من الممكن الاعتماد على أموال افتراضية لم تأتِ بعد. لذا، أصبح البحث عن “خطة ب” أمرًا حتميًا، بيع نسبة من النادي هو البديل الأكثر واقعية ومنطقية لتوفير السيولة التي كان من المفترض أن يوفرها السوبر ليغ.
نقلاً عن: إرم نيوز