ليس العرض الكبير فقط.. كيف وجه الهلال ضربة الموسم إلى الاتحاد؟
في سوق الانتقالات الشتوي الساخن، لا صوت يعلو فوق صوت معركة “كسر العظم” بين عملاقي الكرة السعودية، الهلال والاتحاد، للظفر بخدمات جوهرة نادي الخليج والمنتخب السعودي، مراد هوساوي.
وبينما يظن البعض أن لغة الملايين هي الحاسم الوحيد في هذه الصفقة، تكشف الكواليس أن تفوق “الزعيم” لم يكن مالياً فحسب، بل كان ضربة إستراتيجية متكاملة الأركان وجهها أزرق الرياض إلى منافسه التقليدي في جدة، مستغلاً أربعة عوامل حاسمة جعلت كفة الميزان تميل لصالحه بشكل شبه محسوم.
أولاً: لغة المال.. الفارق الذي لا يقاوم
لا يمكن إنكار أن المال هو المحرك الأول في عالم الاحتراف، وهنا وجّه الهلال رسالة شديدة اللهجة للجميع. فبينما قدّم الاتحاد عرضاً ضخماً بلغ 60 مليون ريال، دخل المفاوض الهلالي بثقل مالي مرعب رافعاً السقف إلى 80 مليون ريال.
هذا الفارق المقدر بـ20 مليون ريال لم يضع إدارة نادي الخليج في موقف المتردد فحسب، بل جعل رفض العرض الهلالي ضرباً من الجنون الإداري.
هذا الفارق المالي لا يعكس فقط القوة الشرائية للهلال، بل يظهر جدية النادي العاصمي في حسم الصفقة وعدم ترك أي مجال للمناورة أمام المنافسين؛ ما وضع الاتحاديين تحت ضغط هائل لمجاراة هذا الرقم الصعب.
ثانياً: رغبة اللاعب.. كلمة السر
في الوقت الذي كانت فيه إدارات الأندية تتفاوض، كان لمراد هوساوي كلمة الفصل، الأنباء المؤكدة التي خرجت من كواليس البيت الخليجاوي تشير إلى أن اللاعب أبلغ إدارته صراحة برغبته في ارتداء القميص الأزرق. رغبة هوساوي لم تأتِ من فراغ، بل هي انعكاس لجاذبية المشروع الهلالي في السنوات الأخيرة.
عندما يختار اللاعب وجهته بقلبه وعقله قبل توقيع العقود، فإن ذلك يعطي النادي المفاوض ورقة ضغط لا تُقهر، وهو ما جعل مهمة الاتحاد في إقناع اللاعب بتغيير بوصلته شبه مستحيلة.
ثانياً: الاستقرار الفني.. بيئة النجاح الجاهزة
أحد أهم الأسباب التي رجحت كفة الهلال هو الفارق الشاسع في “الاستقرار الفني” بين الناديين. ينتقل هوساوي إلى الهلال ليجد منظومة فنية مستقرة يقودها إنزاغي، حيث الأدوار واضحة والفريق يسير بآلية عمل دقيقة تشبه الساعة السويسرية.
في المقابل، يعاني الاتحاد عدمَ استقرار فني وتغييرات في الأجهزة الفنية، بالنسبة للاعب شاب في مقتبل العمر (23 عاماً)، فإن الانتقال إلى بيئة مستقرة فنياً هو الخيار الآمن لضمان تطور مستواه، بدلاً من المخاطرة بالدخول في دوامة إعادة البناء التي يعيشها الاتحاد.
رابعاً: بريق الذهب والمشاركات العالمية
أخيراً، لعبت “المغريات الإضافية” دور “الكرزة فوق الكعكة”، الهلال لا يقدم المال فقط، بل يقدم المجد. الفريق ينافس بشراسة على كل البطولات المحلية والقارية، والأهم من ذلك، تواجده المستمر في المحافل العالمية مثل كأس العالم للأندية.
هذه المشاركات تمثل حلمًا لأي لاعب يرغب في تسويق نفسه عالمياً وكتابة تاريخ شخصي مرصع بالذهب، الإغراء بمقارعة كبار أندية العالم بقميص الهلال كان عاملاً حاسماً لم يستطع العرض الاتحادي، رغم قوته، أن يضاهيه في الوقت الراهن.
ختاماً، صفقة مراد هوساوي ليست مجرد انتقال لاعب من نادٍ لآخر، بل هي درس إداري يثبت أن حسم الصفقات الكبرى يتطلب تكاملاً بين القوة المالية، استقرار المشروع، وجاذبية البطولات. وبهذا، يكون الهلال وجه “ضربة الموسم” للاتحاد، خاطفاً نجم المستقبل ومؤكداً زعامته لسوق الانتقالات كما هي الحال في الملعـب.
نقلاً عن: إرم نيوز
