ليس حبًا في برشلونة.. لماذا رفض رافينيا عروض الهلال والنصر؟
في الوقت الذي تتسابق فيه الأندية السعودية الكبرى، وتحديدًا الهلال والنصر، لضم صفوة نجوم كرة القدم العالمية، وقف البرازيلي رافينيا دياز، نجم برشلونة الأول هذا الموسم، موقف الرفض القاطع لكل المغريات المالية التي وُضعت على طاولته.
ظاهريًا، احتفت جماهير البارسا بهذا الرفض باعتباره قصة وفاء نادرة وعشقًا لقميص البلوغرانا، لكن الحقيقة خلف الكواليس تشير إلى ما هو أبعد من العاطفة؛ إنها لعبة شطرنج يديرها اللاعب وفريق عمله بذكاء شديد.
القصة لا تتعلق برفض الأموال، بل بتوقيت جنيها. التقارير والتحليلات المقربة من محيط اللاعب بدأت تكشف عن تفاصيل بند سري أو اتفاق ضمني في عقد رافينيا المعدل، يمنحه مرونة مستقبلية للانتقال إلى دوري روشن السعودي بشرط جزائي أقل بكثير من الشرط التعجيزي المعلن للعامة (الذي يتجاوز المليار يورو عادة في عقود نجوم برشلونة).
هذا البند هو تذكرة العبور التي يحتفظ بها رافينيا في جيبه لاستخدامها في التوقيت المثالي، وهو ما بعد صيف 2026.
رافينيا ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو الآن رجل أعمال يدير مسيرته بحسابات دقيقة. البقاء في برشلونة حاليًا هو قرار استراتيجي بحت يهدف لاستخدام النادي الكتالوني كجسر ذهبي للوصول إلى مونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
اللاعب يدرك تمامًا أن الابتعاد عن الأضواء الأوروبية الآن قد يكلفه مكانه في تشكيلة السيليساو، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع نجوم مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو وغيرهم.
ويمكن تلخيص الخطة الكبرى لرافينيا في أربعة أهداف رئيسية يسعى لتحقيقها قبل تفعيل الخطة السعودية:
١- ضمان مكان أساسي في مونديال 2026
المنتخب البرازيلي يمر بمرحلة انتقالية صعبة، والجمهور البرازيلي لا يرحم. اللعب في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا تحت الضغط العالي يضمن لرافينيا البقاء تحت أنظار مدرب المنتخب كارلو أنشيلوتي.
رافينيا يريد أن يدخل المونديال وهو النجم الأول، القائد، واللاعب الذي لا غنى عنه، وهذا لا يتأتى إلا بالاستمرار في أعلى مستويات التنافسية في أوروبا.

٢- الحفاظ على النسق البدني العالي
رغم تطور الدوري السعودي الهائل، إلا أن النسق البدني والتكتيكي في الليغا والتشامبيونزليغ لا يزال المعيار الأقوى لتجهيز اللاعبين للبطولات الدولية المجمعة.
رافينيا يعلم أن أي وقت إضافي في أوروبا سيجعله يدخل كأس العالم في ذروة لياقته البدنية، بعكس لو انتقل قبل ذلك وقد يتأثر نسقه بظروف المناخ أو اختلاف طبيعة المنافسة.
٣- مضاعفة القيمة التسويقية بعد المونديال
إذا تألق رافينيا في كأس العالم 2026 وقاد البرازيل لمنصات التتويج، فإن اسمه سيتحول إلى علامة تجارية عالمية أضخم مما هي عليه الآن.
حينها، عندما يقرر الانتقال إلى السعودية، لن يكون التفاوض على نفس الأرقام الحالية، بل سيتمكن من فرض شروط مالية أعلى بكثير، مستفيدًا من كونه بطل عالم محتملا أو أحد نجوم المونديال البارزين.
٤- الخروج من الباب الكبير (بطل لا هارب)
رافينيا عانى في بداياته مع برشلونة من انتقادات لاذعة. الخروج في وقت كان سيبدو وكأنه هروب نحو المال. لكنه يخطط للرحيل بعد أن يحقق الألقاب، وربما الكرة الذهبية، ليخرج من الكامب نو مرفوع الرأس كأحد أساطير النادي، وليس مجرد لاعب مرّ مرور الكرام.
باختصار، رافينيا لم يقل لا للمال السعودي، بل قال ليس الآن. إنه يطبخ مستقبله على نار هادئة، مستخدمًا برشلونة كمنصة إطلاق لمجده الدولي، ومؤجلًا قطاف الثروة الكبرى إلى ما بعد صافرة نهاية مونديال 2026، حيث سيفعل ذلك البند السري وينتقل ليجني ثمار صبره وذكائه.
نقلاً عن: إرم نيوز
