ليس صيداً سهلاً.. 7 أشياء ترعب المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين
لم تكن الهزيمة التي تجرعها المنتخب السعودي أمام نظيره المغربي في ختام دور المجموعات مجرد خسارة لثلاث نقاط في مباراة تحصيل حاصل، بل كانت أشبه بزلزال فني ونفسي كشف عن تصدعات عميقة في جدار “الأخضر”.
ورغم ضمان التأهل مسبقاً، فإن السقوط أمام “الرديف” المغربي ترك أكثر من علامة استفهام، وأثار مخاوف حقيقية قبل المواجهة المرتقبة في ربع النهائي أمام المنتخب الفلسطيني.
الشارع الرياضي السعودي بات يدرك الآن أن مواجهة “الفدائي” لن تكون نزهة، بل هي معركة محفوفة بسبعة كوابيس حقيقية قد تعصف بطموحات اللقب إذا لم يتم تداركها فوراً.
1. الاستهتار بالخصم:
لقد سقط لاعبو الأخضر وجماهيرهم في فخ التعالي المفرط، وهو ما ظهر بوضوح في مشهدين لا يمكن إسقاطهما من الذاكرة القريبة؛ الأول كان هتافات الجماهير السعودية قبل المباراة بعبارة “هاتوا المغربي”، وهي ثقة تحولت إلى عبء، والمشهد الثاني والأكثر قسوة كان طريقة تنفيذ عبد الله الحمدان لركلة الجزاء.
إن اللجوء لتسديد الكرة بطريقة استعراضية (بانينكا) وفريقك متأخر بهدف، يعكس حالة من الانفصال عن الواقع وعدم احترام للمنافس، وهو درس قاسٍ حذر منه المدرب هيرفي رينارد، وتكراره أمام فلسطين يعني الخروج الحتمي.
2. فلسطين لا تملك ما تخسره (ضغوط صفرية):
في المقابل، يدخل المنتخب الفلسطيني اللقاء متسلحاً بما أشار إليه محمد أبو تريكة قبل انطلاق البطولة؛ وهو أن هذا المنتخب يلعب بضغوط “صفر تقريباً”.
الوصول لهذا الدور بحد ذاته إنجاز، هذا التحرر الذهني يمنح لاعبي فلسطين أقداماً خفيفة وجرأة هجومية قد يفتقدها اللاعب السعودي المكبل بضغوط المطالبة باللقب وتبعات الخسارة الأخيرة؛ ما يجعل الفدائي يقاتل بشراسة أكبر.
3. خطأ دفاعي ساذج:
كشفت المباراة الأخيرة عن سذاجة دفاعية غير مبررة. لقطة الهدف المغربي الوحيد لم تكن نتاج جملة تكتيكية إعجازية من الخصم، بل كانت هدية مجانية نتيجة سوء التفاهم بين العمري وبوشل.
هذا الارتباك البدائي في التمركز والتواصل بين قلب الدفاع والظهير يمثل ثغرة قاتلة، خاصة في مباريات خروج المغلوب التي تحسمها أنصاف الأخطاء، والمنتخب الفلسطيني يمتلك عناصر قادرة على استغلال أي هفوة مماثلة.
4. تكتيك رينارد الجديد:
أثبتت التجربة العملية أن الرسم التكتيكي الذي انتهجه المدير الفني هيرفي رينارد، والمتمثل في اللعب بـ 5-4-1 لم يكن فعالاً هجومياً.
هذا الأسلوب أصاب الفريق بشلل هجومي تام، حيث ظهر الأخضر عاجزاً عن بناء الهجمات المنظمة، واكتفى باستحواذ سلبي وعقيم بلا أي أنياب حقيقية؛ ما يطرح تساؤلات جدية حول جدوى الاستمرار بهذا النهج الدفاعي المبالغ فيه أمام منتخب سيقاتل على كل كرة في وسط الملعب.
5. غياب الحلول الفردية:
لا يمكن الحديث عن معاناة المنتخب السعودي دون التطرق للتأثير المباشر لغياب سالم الدوسري. لقد أثبتت مواجهة المغرب أن المنتخب من دونه يفتقد “الحل الفردي” والملهم القادر على فك شفرة الدفاعات المتكتلة.
غياب “التورنيدو” كشف عن عورة الجبهة اليسرى وعجز البدلاء عن ملء الفراغ القيادي والفني؛ ما جعل المنتخب كتاباً مفتوحاً وسهل القراءة للمدافعين.
6. واقعية الخصم:
الدرس الذي لقنه المغرب للسعوديين والمتمثل في اللعب على المرتدات واستغلال الفرص القليلة، هو السيناريو المتوقع أن ينسخه المنتخب الفلسطيني بحذافيره.
فلسطين ستلعب بواقعية شديدة؛ دفاع منطقة محكم، وانضباط تكتيكي صارم، وانتظار هفوة سعودية أخرى للانقضاض.
هذه الواقعية هي السلاح الأقوى أمام الفرق التي تستحوذ دون فاعلية، وقد أثبت المنتخب الفلسطيني قدرته على اللدغ من أقل الفرص المتاحة.
7. التعاطف الجماهيري الجارف:
من المتوقع أن يواجه المنتخب السعودي أجواءً غير معتادة، حيث سيحظى المنتخب الفلسطيني بدعم جماهيري هائل ومنقطع النظير.
المدرجات لن تكون محايدة، بل ستضج بالهتاف لـ “الفدائي”، ليس فقط من جماهيرهم، بل من مختلف الجماهير العربية الحاضرة.
هذا الدعم العاطفي الكبير سيشكل ضغطاً رهيباً على لاعبي المنتخب السعودي، وسيحول كل هجمة فلسطينية إلى زلزال في الملعب؛ ما يجعل المنتخب الفلسطيني يلعب وكأنه مدعوم من كل المشجعين وهو عامل نفسي قد يربك حسابات أي خصم مهما كانت قوته.
نقلاً عن: إرم نيوز
