في خطوة جديدة ضمن تحركاتها الدبلوماسية، أعلنت إيران عن تعيين سفير جديد لها لدى المنظمات الدولية في فيينا، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
السفیر الجديد، رضا نجفي، سيخلف محسن نذيري أصل الذي شغل المنصب منذ عام 2022.
ومن المتوقع أن يحمل تعيين نجفي، الذي سبق له أن شغل هذا المنصب بين عامي 2013 و2018، تداعيات مهمة على ملف البرنامج النووي الإيراني.
عودة نجفي إلى منصب حساس وسط تحديات نووية
رضا نجفي ليس غريبًا على هذا المنصب، حيث شغل سابقًا موقع نائب وزير خارجية إيران وهو شخصية بارزة في المفاوضات النووية الإيرانية.
ويأتي تعيينه في وقت حساس، حيث تحاول إيران توسيع أنشطتها النووية في ظل تصاعد الضغوط الدولية والتهديدات المتعلقة ببرنامجها النووي.
في الفترة التي شغل فيها نجفي المنصب بين 2013 و2018، توصلت إيران إلى اتفاق تاريخي مع القوى العالمية الكبرى بشأن برنامجها النووي، وهو ما أسفر عن رفع العقوبات الاقتصادية مقابل التزام إيران بتخفيف نشاطاتها النووية.
البرنامج النووي الإيراني: من الاتفاق إلى التحديات
اتفاق 2015 الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى كان بمثابة خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات النووية، إلا أن ذلك الاتفاق تعرض لضغوط كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد تسببت هذه الخطوة في إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ما دفع الأخيرة إلى التراجع عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.
في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير الماضي، تم الإشارة إلى أن إيران قد زادت بشكل “مقلق للغاية” مخزوناتها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60%.
في ظل هذه التطورات، لا تزال إيران تؤكد على أن برنامجها النووي سلمي ولا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
التحديات الدبلوماسية والضغوط الأمريكية
ورغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة على طهران، إلا أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استبعد في نهاية فبراير الماضي أي احتمالات للمفاوضات المباشرة مع واشنطن بشأن البرنامج النووي.
هذا الموقف يعكس استمرار التوترات بين إيران والولايات المتحدة، خاصة في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض خلال ولايته الرئاسية الثانية، حيث أكد على عزمه على متابعة سياسة “الضغوط القصوى” ضد طهران، مع دعوته إلى اتفاق نووي سلمي قابل للتدقيق.
إيران في مفترق طرق: هل تحمل الخطوات الدبلوماسية الجديدة فرصة للحل؟
التعيين الجديد لرضا نجفي في هذا المنصب الحسّاس في فيينا يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل العلاقات الإيرانية مع المجتمع الدولي، خاصة في ظل البرنامج النووي المتزايد والتوترات الإقليمية. هل سيسهم هذا التعيين في إحياء المفاوضات والعودة إلى المسار الدبلوماسي؟ أم أن إيران ستستمر في تحدي الضغوط الدولية في سبيل تحقيق أهدافها النووية؟
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق