ماذا يحدث وراء الكواليس عند انتخاب بابا الفاتيكان الجديد وماهو سر الدخان الأبيض والأسود


الفاتيكان ,  مع وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا إثر سكتة دماغية، طوى الفاتيكان صفحة قائد روحي استثنائي قاد الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة من التحديات والتغيّرات الجذرية. لم يمرّ سوى يوم واحد على آخر ظهور له في ساحة القديس بطرس، حتى أُعلن رحيله، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة تُعرف في تقاليد الكنيسة بـ “المقعد الشاغر” (Sede Vacante)، وهي الفترة التي تسبق إنتخاب بابا جديد.

 

وصيه البابا فرنسيس
وصيه البابا فرنسيس

تسعة أيام من الصلاة: بداية الحداد الرسمي

مع شغور الكرسي الرسولي، تنطلق طقوس الحداد التي تستمر لتسعة أيام وتُعرف باسم “نوفيندياليس”، وهي فترة صلاة وتأمل تُقام على روح البابا الراحل. وخلال هذه الأيام، تُقام قداسات يومية وكنائس العالم كافة، حيث يُطلب من المؤمنين الصلاة من أجل راحة البابا فرنسيس ومن أجل إلهام الكرادلة في اختيار خلفٍ يليق بمواصلة رسالته.

ولا يُسمح خلال هذه الفترة باتخاذ قرارات رئيسية في شؤون الكنيسة، إذ تُعد بمثابة مرحلة انتقالية تكتسب طابعًا روحانيًا وعاطفيًا بالغًا، خاصة في ظل الحزن الذي يخيم على المؤمنين حول العالم.

 

البابا فرنسيسالبابا فرنسيس
البابا فرنسيس

المجمع السري: غرفة مغلقة وقرار مصيري في الفاتيكان

عقب انتهاء فترة الحداد، تبدأ المرحلة الأهم، وهي انعقاد “المجمع السري” (Conclave)، وهو اجتماع مغلق يجري في كنيسة سيستين الشهيرة داخل الفا تيكان، ويضم الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، وعددهم حاليًا 120 كاردينالًا. يُمنع على المشاركين التواصل مع العالم الخارجي تمامًا خلال فترة المجمع، لضمان سرية ونزاهة العملية.

تبدأ جلسات المجمع بقداس رسمي يُطلب فيه الهداية الإلهية، ثم يؤدي الكرادلة قسمًا يلزمهم بالحفاظ على السرية التامة. بعدها تبدأ جولات التصويت، حيث يدوّن كل كاردينال اسم مرشحه على ورقة، ويتم جمعها وفرزها بسرية. يتطلب انتخاب البابا الجديد الحصول على ثلثى الأصوات.

بعد كل جولة، تُحرق أوراق التصويت، وينبعث منها دخان يحمل إشارة واضحة للعالم: دخان أسود يعني “لا اتفاق”، ودخان أبيض يعني “لقد تم انتخاب البابا الجديد”. هذا المشهد، الذي يترقبه الملايين حول العالم، هو لحظة رمزية من الانتظار والترقب والأمل.

 

الإعلان عن بابا الفاتيكانالإعلان عن بابا الفاتيكان
الإعلان-عن-بابا-الفاتيكان

“لدينا بابا”: لحظة الإعلان عن بابا الفاتيكان وملامح المستقبل

فور انتخابه، يُسأل الكاردينال المختار ما إذا كان يقبل المنصب. وإذا وافق، يختار اسمًا بابويًا جديدًا، ويظهر أمام الجماهير المنتظرة في ساحة القديس بطرس من شرفة الكاتدرائية الشهيرة. وتُعلن العبارة التاريخية: “لدينا بابا”.

وحتى الآن، لم تُعرف هوية البابا القادم، لكن تشير التوقعات إلى أن الخلف سيكون من بين الكرادلة الذين عيّنهم فرنسيس، ما قد يعني استمرار النهج الإصلاحي والانفتاحي الذي ميّز حبريته، خاصة في ملفات مثل حقوق الإنسان، قضايا الفقر، والتقارب مع الأديان الأخرى.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *