ماكرون يختار سيباستيان ليكورنو لرئاسة حكومة فرنسا

ماكرون يختار سيباستيان ليكورنو لرئاسة حكومة فرنسا

اختار الرئيس إيمانويل ماكرون، سيباستيان ليكورنو، ليكون رئيس حكومة فرنسا، مستعيناً بحليفه القديم لتولي مهمة محاولة تمرير الميزانية عبر برلمان منقسم.

ليكورنو، الذي شغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة، سيصبح خامس رئيس وزراء للبلاد خلال عامين. أُقيل آخر رئيسين للوزراء بعد محاولتهما إقرار ميزانيات من شأنها خفض عجز الموازنة الفرنسية بشكل حاد، وهو الأكبر في منطقة اليورو.

تحدي “موازنة 2026”

ورفض المشرعون، بمختلف انتمائاتهم السياسية، لا سيما من حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف وحزب “فرنسا الأبية” اليسار، استمرار سياسات ماكرون، ودعوا إلى انتخابات تشريعية جديدة. وستحتاج حكومة لوكورنو الأقلية إلى دعم من اليسار أو اليمين لتمرير موازنة 2026، أو على الأقل إلى امتناع عدد كافٍ من النواب عن التصويت بحجب الثقة إذا قرر فرضها من دون تصويت.

إيمانويل ماكرون كلّف لوكورنو “بالتشاور مع القوى السياسية في البرلمان بهدف اعتماد موازنة”، وبعدها سيقترح تشكيل حكومة جديدة.

فرنسا تواجه استقالة بايرو.. وتحديات مالية تلوح في الأفق

ويُعد لوكورنو (39 عاماً) الوزير الوحيد الذي خدم في الحكومة بشكل متواصل منذ أن أصبح ماكرون رئيساً عام 2017. ويتولى رئاسة الوزراء بعد أن صوّت تحالف من النواب اليمينيين المتطرفين واليساريين للإطاحة بفرانسوا بايرو من منصبه عقب لجوئه إلى اقتراع بالثقة في محاولة فاشلة لحشد الدعم لإصلاحاته غير الشعبية في الموازنة.

كان بايرو يدفع نحو موازنة كان من المتوقع لها أن تقلّص عجز فرنسا لعام 2026 إلى 4.6% من الناتج الاقتصادي، انخفاضاً من 5.4% متوقعة هذا العام.

وستكون موازنة فرنسا 2026 أحد أولى الاختبارات الكبرى لرئيس الوزراء الجديد، الذي سيحتاج، لتجنب المصير نفسه الذي واجهه أسلافه، إلى إعادة صياغة الخطط المالية بسرعة للحصول على دعم ضمني على الأقل من بعض خصوم ماكرون السياسيين.

قال أوليفييه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، للصحفيين يوم الثلاثاء: “نحن ضد أي شكل من أشكال استمرار ماكرون. أود أن أرى تغييراً جذرياً في الاتجاه”.

برلمان منقسم

الأزمة السياسية الحالية تأتي بعد عام من دعوة ماكرون إلى انتخابات مبكرة فاشلة لتعزيز سلطة الوسط في مواجهة صعود اليمين المتطرف. ومنذ ذلك الحين، انقسم البرلمان إلى ثلاث كتل متناحرة: “التجمع الوطني”، الذي يُعد أكبر حزب منفرد في الجمعية الوطنية، وكتلة يسارية، ووسط ضعيف يدعم ماكرون.

ويُعتبر لوكورنو، وهو عضو سابق في حزب “الجمهوريين” اليميني الوسطي، من أبرز المؤيدين لجهود ماكرون في إبراز القوة العسكرية لفرنسا، بما في ذلك زيادة حادة في ميزانية الجيش والتعهد بالمشاركة النشطة في حماية أوكرانيا.

كما يُعرف لوكورنو بصلاته الودية مع شخصيات في اليمين المتطرف الفرنسي، بما في ذلك زعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبان، ما قد يمنحه بعض المجال في مفاوضات الموازنة.

ماكرون يبحث عن رئيس وزراء جديد بعد خسارة بايرو تصويتاً على الثقة

ومع ذلك، فإن هذا الدعم بعيد عن أن يكون مضموناً، بعد أن حذّر رئيس الحزب جوردان بارديلا يوم الثلاثاء من أن أي حكومة جديدة ستحتاج إلى الانفصال عن سياسات ماكرون.

وقال بارديلا لإذاعة “آر تي إل” (RTL”: “بالنسبة إلينا، إما انتخابات مبكرة أو لا شيء. سيتم إسقاط أي رئيس وزراء آخر يعيّنه إيمانويل ماكرون”.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف