ما سر الاتفاق المفاجئ بين موسكو وواشنطن لحظر قصف منشآت الطاقة؟

أعلنت روسيا والولايات المتحدة توصلهما إلى اتفاق مؤقت ينص على وقف استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا، ويشمل مصافي النفط، أنابيب الغاز، محطات الكهرباء، السدود، والمرافق النووية.

الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 18 مارس، يمتد لمدة 30 يومًا، مع إمكانية التمديد باتفاق مشترك، ويُعد سابقة من نوعها في الحرب الأوكرانية التي شهدت استهدافًا منهجيًا للبنية التحتية الحيوية.

قائمة موسّعة للمنشآت المحمية تحت الاتفاق

بحسب البيان الصادر عن الكرملين، فإن الاتفاق يغطي كل ما يتعلق بإنتاج وتخزين وتوزيع الطاقة، بما في ذلك المحولات والموزعات، ومحطات الضخ، وشبكات الكهرباء.

وتم تصنيف هذه المنشآت كـ”بُنى حيوية لا يجوز المساس بها”، نظرًا لما تمثله من أهمية إنسانية واقتصادية للطرفين، وخاصة للسكان المدنيين في أوكرانيا وروسيا.
 

كشفت مصادر روسية أن هذا الاتفاق جاء عقب مكالمة هاتفية مطوّلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، تم خلالها مناقشة سبل احتواء التصعيد في الحرب الأوكرانية.

وأفادت التقارير أن ترامب شدد على ضرورة وقف الضربات التي تؤثر على المدنيين، فيما وافق بوتين على الفكرة، وأصدر تعليماته العاجلة للجيش الروسي بالالتزام بالقرار.

روسيا تؤكد التزامها رغم “الانتهاكات الأوكرانية”

ورغم التقارير المتداولة عن قيام القوات الأوكرانية بشن ضربات محدودة على منشآت طاقة روسية، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ملتزمة بتعليمات الرئيس بوتين بعدم الرد، طالما لم يُخرق الاتفاق بشكل منهجي.

وأضاف أن موسكو “ترى أهمية استمرار هذه الهدنة المحددة”، باعتبارها خطوة نحو تقليل التصعيد في مسرح العمليات.

هل تُمثل الهدنة بداية لاختراق دبلوماسي أوسع؟

يعتقد مراقبون أن هذا التفاهم، وإن بدا تقنيًا ومحدودًا، قد يحمل في طيّاته بذور تفاهمات سياسية أكبر بين موسكو وواشنطن.

ويرى محللون أن موافقة روسيا على مثل هذا الاتفاق تعكس رغبة ضمنية في خفض التوتر وتوسيع قنوات الحوار، لا سيما مع استمرار الضغوط الدولية والاقتصادية على جميع الأطراف.

السيناريوهات المقبلة: ماذا إذا خُرق الاتفاق؟

من البنود اللافتة في الاتفاق، أن أي خرق مباشر من أحد الطرفين يؤدي تلقائيًا إلى إلغاء الاتفاق بالكامل، دون الحاجة إلى إعلان رسمي.

ما يجعل الأيام المقبلة اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية الأطراف في الحفاظ على هذه الهدنة، أم أنها مجرد استراحة قصيرة في حرب طويلة.