محافظ الإسكندرية يتدخل سريعًا بقرار عاجل بعد القبض على رئيس حي شرق

الإسكندرية , شهدت محافظة الإسكندرية تطورًا دراماتيكيًا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على رئيس حي شرق ، عقب صدور حكم غيابي بحقه بالسجن المؤبد في قضية رشوة تعود لإحدى محافظات الدلتا. وجاء القبض عليه بعد يومين فقط من توليه المنصب، ضمن حركة تنقلات محدودة أجراها الفريق أحمد خالد سعيد، محافظ الإسكندرية.

وتمكنت وحدة تنفيذ الأحكام التابعة لقطاع الأمن العام لمنطقة غرب الدلتا، من ضبط المتهم فجرًا داخل محل إقامته. وقد تبين أنه هارب من تنفيذ حكم صادر غيابيًا ضده، بالسجن المؤبد في قضية رشوة. وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، حيث نُقل إلى مقر النيابة العامة لبدء إجراءات إعادة المحاكمة، وذلك بعد التنسيق بين الجهات الأمنية المعنية.

تاريخ وظيفي حافل للمتهم رغم الحكم الغيابي

اللافت في هذه الواقعة أن المسؤول المقبوض عليه كان قد شغل عددًا من المناصب المهمة داخل الإدارة المحلية، سواء في الإسكندرية أو خارجها. فقد تولى في وقت سابق مناصب قيادية مثل سكرتير عام محافظة الأقصر، ورئيس مركز ومدينة المحلة، وسكرتير عام محافظة الوادي الجديد.

وفي محافظة الإسكندرية، بدأ مسيرته بتولي رئاسة الإدارة المركزية لتجميل المدينة في عام 2023، خلال فترة المحافظ السابق اللواء محمد الشريف. ثم تدرج في المناصب ليصبح رئيس مركز ومدينة برج العرب، وبعدها رئيس حي وسط في يونيو 2025. ولم تمضِ سوى أيام قليلة على ترقيته الجديدة إلى منصب رئيس حي شرق في 6 أكتوبر 2025، حتى تم القبض عليه بناءً على الحكم الصادر ضده، ما أثار جدلًا واسعًا حول آليات مراجعة السجل الجنائي والوظيفي للمسؤولين قبل تعيينهم.

حركة تنقلات عاجلة في الإسكندرية لإعادة الانضباط الإداري

على خلفية الواقعة، أصدر الفريق أحمد خالد سعيد المحافظ ، قرارًا بإجراء حركة تنقلات محدودة بين رؤساء الأحياء لضمان استقرار الجهاز الإداري واحتواء الأزمة.
وتضمنت الحركة:

نقل المهندسة إنجي محمد فتحي محمد عزت من رئاسة حي وسط إلى رئاسة حي شرق، وهي التي كانت تعمل سابقًا كسكرتير حي شرق، ما يعني درايتها الكاملة بالحي ومشكلاته.

تصعيد المهندسة إيمان أحمد عباس من منصب سكرتير حي وسط إلى رئيس الحي، في خطوة اعتُبرت استثمارًا للكوادر النسائية القيادية بالمحافظة.

نقل المهندس أحمد ياسين من مركز السيطرة بالمحافظة لتولي منصب سكرتير عام حي وسط، بما يعزز الكفاءة الإدارية في الحي.

وتُعد هذه الإجراءات بمثابة رسالة واضحة من المحافظة بأن التهاون مع أي خلل أو فساد لن يكون مقبولًا، وأن المحاسبة ستطال كل من يتورط، مهما كان موقعه.