محمد رمضان ومتلازمة إثارة الجدل.. ما تحليل الطب النفسي؟

محمد رمضان ومتلازمة إثارة الجدل.. ما تحليل الطب النفسي؟

لا يكاد الفنان المصري محمد رمضان يُغلق باب أزمة، حتى يُفتح أمامه آخر، في مشهد بات مألوفا لدى جمهوره، فمن أزمة مهرجان “كوتشيلا” والدعاوى القضائية التي لاحقته على خلفية اتهامات بإهانة العملة والعلم المصري، إلى قضايا تُثار حول هدم القيم المجتمعية، تتوالى فصول الجدل، وكأنها ملازمة لمسيرته.

ومع إسدال النيابة العامة المصرية في 2 أكتوبر الجاري، الستار على الجدل الذي رافق قضية نجل الفنان محمد رمضان بعدما أوقفت تنفيذ الحكم الصادر بإيداعه في دار للرعاية الاجتماعية للأطفال، إثر مشاجرة مع طفل آخر داخل أحد الأندية بمدينة السادس من أكتوبر، مرورا بحادث حفله الغنائي بالساحل الشمالي، كادت تنتهي أزمات محمد رمضان في عام 2025.

لكن ما لبثت أن تجدد الجدل ضد محمد رمضان مع طرح أغنيته “رقم واحد يا أنصاص”، التي أُحيل بسببها إلى المحاكمة بتهمة التحريض على العنف، وذلك في 6 أكتوبر الجاري، وذلك بعد بلاغ تقدم به أحد المحامين، يتهم فيه الفنان المثير للجدل بأن “الأغنية تتضمن عبارات تُحرّض على العنف وتتنافى مع القيم المجتمعية”.

وبرغم كل هذه المحطات، يصر رمضان على اعتماد أسلوب الإثارة والضجة، سواء بأعماله الغنائية أو حضوره وتصريحاته المثيرة للجدل؛ إذ يرى نُقاد أنه يعتمد خطابا استعراضيا يروّج به نفسه كنجم عالمي، عبر لقاءاته المتكررة بشخصيات دولية، آخرها لارا ترامب في الولايات المتحدة، وزيارته المثيرة للجدل إلى عمدة نيويورك، إريك آدامز.

ماذا يقول الخبراء النفسيون؟

في هذا السياق، يرى مختصون في علم النفس أن هذه السلوكيات ليست عشوائية، بل تُعبّر عن نمط نفسي واضح يُعرف بـ”متلازمة إثارة الجدل”، ويُرجع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز” هذا النمط إلى حاجة داخلية لدى بعض الشخصيات لافتعال الأضواء وجذب الانتباه بشكل دائم، حتى إن لم يكن ذلك في مصلحتهم على المدى الطويل، وفق تعبيره.

ويضيف فرويز أن محمد رمضان يمتلك بلا شك موهبة فنية واضحة وإمكانات تمثيلية متميزة، لكنه اختار طريقا آخر لتسويق نفسه، طريقا يُبقيه في صدارة المشهد عبر الجدل، لا عبر الفن، وهذا، وفق قوله، لا يُنتج إلا أزمات تُضرّ أكثر مما تنفع، سواء على المستوى المهني أو النفسي، مع تفاقم المتلازمة على مدار السنوات بداخله، على حد قوله.

ويُحذّر فرويز من التبعات المستقبلية لهذا السلوك، مشيرا إلى أن الاعتماد المستمر على الجدل كوسيلة للفت الانتباه سيؤدي تدريجيا إلى نتائج عكسية، حيث سيشعر الجمهور بالإرهاق والملل، وقد يفقدون شغفهم بفنه؛ ما ينعكس عليه نفسيا، وربما يدفعه إلى تصرفات أكثر تصعيدا.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف