“محمد صلاح الهلال”.. هل يضحي إنزاغي بسالم الدوسري؟
 
							إنه “الصداع الأجمل” في رأس كل مدرب، وهو “الكابوس” الذي يخشاه كل نجم أسطوري. بعودة القائد سالم الدوسري من الإصابة، تكتمل صفوف الهلال نظريًا، لكنها تضع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي أمام “معضلة تكتيكية” قد تكون هي الأخطر في موسمه.
ففي غياب “التورنيدو”، اكتشف إنزاغي بالصدفة أن فريقه يلعب بشكل أفضل بسبب وجود رأسي حربة، وأكثر جماعية، وبأسلوب “أوروبي” مرعب.

والآن، عاد “الملك” ليجد أن “المنظومة” التي بُنيت في غيابه قد تكون أقوى منه. هل يجرؤ إنزاغي على “التضحية” بأسطورته الأولى، ليواجه سالم الدوسري “مصير محمد صلاح” في ليفربول؟
المنظومة التي وُلدت من رحم الإصابة
عندما سقط سالم الدوسري مصابًا، توقع الجميع أن يعاني الهلال هجوميًا. لكن ما حدث كان العكس تمامًا. إنزاغي، الذي تحرر من “الالتزام” التكتيكي بوجود سالم، قام بـ”ثورة” حقيقية.
ففي مباراة الاتفاق، تخلى عن الاعتماد على الجناح التقليدي ولجأ لأول مرة إلى اللعب بمهاجمين صريحين (نونيز وليوناردو)، وكانت النتيجة “انفجارًا” هجوميًا ساحقًا بخماسية. لم يعد الفريق يعتمد على “الحل الفردي” لسالم، بل تحول إلى “منظومة جماعية” مرعبة، تهاجم ككتلة واحدة وتخلق الفرص من كل اتجاه.
حل “صداع” الجهة اليسرى
الأهم من ذلك، أن غياب سالم الدوسري حل “الصداع التكتيكي” الأكبر في الفريق: “صداع” الجبهة اليسرى. لأسابيع، كان التداخل واضحًا بين سالم، الذي يميل للعب على الخط، والظهير الطائر ثيو هرنانديز. كلاهما كان “يقتل” مساحات الآخر.
لكن في غياب سالم، استخدم إنزاغي “الجوكر” ناصر الدوسري كجناح “وهمي” يدخل للعمق، وهو ما “حرر” ثيو هرنانديز بالكامل وحول الرواق الأيسر إلى “طريق سريع” لا يمكن إيقافه. لقد أثبتت هذه الخطة أن “جماعية” الفريق أقوى من “فردية” نجمه الأوحد.
هل يواجه سالم “مصير” محمد صلاح؟
هنا يكمن “الكابوس”. ما يحدث لسالم الدوسري الآن، هو “نسخة كربونية” مما يعيشه محمد صلاح في ليفربول. صلاح، الأسطورة الذي لا يمس، وجد نفسه فجأة على مقاعد البدلاء في بعض المناسبات لأن مدربه آرني سلوت رأى أن “المنظومة” الجماعية للفريق قد تكون أفضل من دونه. صلاح الآن يمر بفترة “صعبة” نفسيًا لأنه لم يعد “الرقم واحد” بشكل مطلق.
سالم الدوسري (34 عامًا) يواجه نفس المصير. لقد أثبت إنزاغي أن الهلال “ينجح” وبقوة من دونه. السؤال الآن لم يعد “متى” سيعود سالم، بل “كيف” سيعود؟ هل سيقبل بالجلوس على الدكة إذا قرر إنزاغي الاستمرار في خطة المهاجمين التي أثبتت نجاحها؟ أم أنه سيتحول إلى “محمد صلاح الهلال”، النجم الكبير الذي يشعر بالتهميش وتبدأ أزماته مع المدرب والإدارة؟

المعضلة القادمة.. من هو الضحية؟
صحيح أن إصابة داروين نونيز الأخيرة قد “تؤجل” الصدام الحتمي، وتجبر إنزاغي على إعادة سالم للتشكيلة الأساسية في مباراة الشباب. لكن “القنبلة الموقوتة” تم زرعها بالفعل. ماذا سيحدث عندما يعود نونيز ومالكوم وسالم ويكون الجميع جاهزًا؟ إنزاغي الآن يعرف “وصفة” الفوز الجماعي، وهي وصفة لا تعتمد على سالم كحجر زاوية.
عودة سالم الدوسري لم تعد “خبرًا سعيدًا” بالكامل، بل أصبحت “الاختبار” الأكبر لشخصية إنزاغي. المدرب الإيطالي الآن بين نارين: إما أن “يضحي” بخطته الناجحة من أجل “عيون” القائد، أو أن “يضحي” بالقائد من أجل “مصلحة” المنظومة، ليضع “أسطورة الهلال” الأولى في نفس “الجحيم” الذي يعيشه محمد صلاح حاليًا في ليفربول.
نقلاً عن: إرم نيوز
