محنة محمد صلاح الكبرى.. لماذا تحول الملك إلى “شبح”؟

محنة محمد صلاح الكبرى.. لماذا تحول الملك إلى “شبح”؟

واصل النجم المصري محمد صلاح ظهوره الباهت والمقلق بقميص ليفربول، ليقدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق في الخسارة المفاجئة التي تعرض لها الفريق على يد كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف، مساء السبت، في إطار منافسات الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

لم تكن المشكلة في إهدار فرصة أو تراجع فني مؤقت، بل في تحول “الملك المصري” إلى شبح في الملعب، لاعب غائب ذهنيا، يرتكب أخطاءً لا يمكن تفسيرها؛ ما يطرح سؤالا أعمق من مجرد تحليل فني: هل ما يمر به صلاح هو أزمة فنية أم انهيار نفسي كامل؟

صدمة ما بعد باريس.. حين يموت الحلم

لكي نفهم النسخة الحالية من محمد صلاح، يجب أن نعود بالزمن أياما قليلة إلى الوراء، إلى ليلة حفل الكرة الذهبية في باريس. 

بالنسبة لصلاح، لم يكن الأمر مجرد حفل، بل كان تتويجا لموسم استثنائي قدم فيه كل ما يمكن للاعب كرة قدم أن يقدمه، لقد حطم الأرقام، وسجل أهدافا أسطورية، وقاد فريقه ببراعة.

كان ينتظر أن يرى اسمه على الأقل ضمن الثلاثة الأوائل، لكن النتيجة كانت صادمة، فحلوله في المركز الرابع لم يكن مجرد خيبة أمل، بل كانت بمثابة ضربة قاضية لطموحه.

 

ما نشاهده اليوم في الملعب ليس تراجعا فنيا، بل هو “انهيار نفسي” واضح، شعور صلاح بأنه فعل كل شيء ممكن ومع ذلك لم يكن كافيا، قد يكون قد حطم شيئا بداخله. 

الأداء الكارثي، والتحركات البطيئة، وفقدان الشغف، كلها أعراض لاعب يعيش “صدمة ما بعد باريس”، حيث وصل إلى قمة جبله الشخصي ليكتشف أن القمة لم تكن كافية في عيون العالم.

أعراض الانهيار.. لقطات لا يصدقها عقل

عندما يكون العقل مشتتا والروح محطمة، فإن الجسد في الملعب يترجم ذلك إلى أفعال غريبة، أبرز دليل على حالة صلاح النفسية جاء في لقطتين خلال مباراة كريستال بالاس، الأولى، حين انطلقت تسديدة صاروخية من زميله دومينيك سوبوسلاي في طريقها إلى المرمى، وبدلًا من تركها، تدخل صلاح بشكل غريب ليحول مسارها بعيدًا عن الشباك، وكأنه مدافع من الفريق الخصم. هذه ليست لقطة فنية، بل هي لقطة تعكس تشتتا ذهنيا كاملا للاعب لا يفكر بوضوح.

 

اللقطة الثانية كانت لمسة اليد التي كادت أن تلغي هدف فريقه، مرة أخرى؛ إذ إن هذا خطأ لا يرتكبه لاعب بحجم صلاح في حالته الطبيعية، بل هو دليل على لاعب “محطم نفسيا”، لا يملك التركيز الكافي لاتخاذ القرارات السليمة في أجزاء من الثانية. 

هذه الأخطاء ليست سوى انعكاس لما يدور في رأسه من صراع داخلي عنيف، فهو لا يلعب ضد كريستال بالاس فقط، بل يلعب ضد إحساسه بالظلم وخيبة الأمل. 

 

المحنة التي يمر بها صلاح حاليًا هي أكبر من مجرد استعادة مستواه، إنها معركة لإعادة بناء روحه التي تحطمت في ليلة باريسية باردة.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف