مدحت العدل يثير “غضب” المثقفين المصريين.. ما السبب؟

أثار الإعلان عن اختيار السيناريست المصري البارز الدكتور مدحت العدل رئيسا للدورة المقبلة من “مؤتمر أدباء مصر” حالة من الغضب والانتقادات الواسعة في أوساط المثقفين المصريين بسبب ما يعتبرونه” تجاهلا للأسماء التي تعرف قضايا الأدباء وهمومهم الحقيقية على أرض الواقع”. 

والدورة المرتقبة هي السابعة والثلاثون في تاريخ المؤتمر الذي يعد إحدى المنصات الأساسية للثقافة والإبداع في البلاد وتحمل اسم الكاتب الراحل محمد جبريل، ومن المنتظر عقدها في شهر ديسمبر المقبل.

ورأى كثير من المثقفين أن “هذا الاختيار صادم، ليس تقليلا من قيمة الدكتور مدحت، فهو مؤلف ناجح، ولكنه بعيد كل البعد عن مشكلات أدباء مصر عبر المحافظات والأقاليم المختلفة التي يفترض أن يناقشها المؤتمر”، على حد تعبير كثيرين عبر صفحاتهم بموقع “فيسبوك”.

البحث عن البريق الإعلامي 

وقال الشاعر السماح عبد الله إنه” يبدو أن المشكلة تكمن في التوجه العام لوزارة الثقافة، من خلال البحث عن الوجوه ذات البريق الإعلامي، فليس ثمة إجابة أخرى تفسر مبررات اختيار العدل لهذه المهمة على الإطلاق”.

وأضاف: ” تكرر الأمر قبل أيام عبر اختيار الإعلامية منى الشاذلي كي تكون ضمن اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة التي تقام يناير المقبل، والفكرة أننا لا نستطيع أن نوجه اللوم لوزير الثقافة؛ لأن أعضاء الأمانة العليا للمؤتمر هم من يختارون الرئيس”.

وعلق الشاعر والناقد الدكتور عمرو الشيخ قائلا: “أنا لم أندهش من ترشيح مدحت العدل لرئاسة مؤتمر أدباء مصر، وهو من هو شئنا أم أبينا، من حيث الشهرة والثروة والتحقق ودوائر التأثير والنجاح، لكني في الحقيقة مندهش من موافقته وقبوله”. 

واعتبر الكاتب عبد الحافظ بخيت أن “اختيار العدل غير موفق ويدل على تراجع قيمة المؤتمر الذي ترأسه من قبل عمالقة الإبداع والنقد والفكر مثل الدكتور شوقي ضيف، والدكتور عبد القادر القط، والدكتور شكري عياد، والشاعر طاهر أبوفاشا، والدكتور فؤاد زكريا، والكاتب البارز رجاء النقاش، والمفكر محمود أمين العالم، والفيلسوف عبد الوهاب المسيري، والروائي خيري شلبي”.

وأضاف: “ومع كامل احترامه للدكتور مدحت العدل، لكنه يرى أن  هناك شخصيات أخرى أكثر جدارة واستحقاقا ومصداقية، كما أن هناك آخرين يعرفون تفاصيل أزمات الأدباء عبر القرى والنجوع “.

قيمة كبرى

وفي رد غير مباشر على تلك الانتقادات، أوضح الشاعر عزت إبراهيم، الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر، أن “اختيار دكتور مدحت العدل يأتي تقديرا لقيمته الكبرى ولارتباطه الوثيق بفنون الأدب والدراما، ولدوره البارز فيهما، خصوصا وأن المؤتمر في الدورة المقبلة يحمل عنوان (الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل)”.

ولد مدحت العدل عام 1953 بمدينة المنصورة وتخرج في كلية الطب، حيث ظل طبيبا لمدة 11 عاما قبل أن يحترف العمل الفني كسيناريست وشاعر غنائي ويتعاون مع نجوم الطرب والسينما والدراما التلفزيونية مثل محمود عبد العزيز، ويحيى الفخراني، وعمرو دياب، ومحمد هنيدي، وأحمد السقا، ومحمد رمضان، ونيللي كريم، ومنة شلبي.

ومن أبرز أعماله أفلام “آيس كريم في جليم”، “الديلر”، “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، “همام في أمستردام”، “مافيا”، “شورت وفانلة وكاب”. 

وفي مجال المسلسلات، قدم أعمالا شهيرة منها “حارة اليهود”، “لأعلى سعر”، “الحساب يجمع”، “الداعية”، “فوق مستوى الشبهات”.