مربى التين في البيت..هل يعود المطبخ التقليدي ليهزم المنتجات الجاهزة؟


في ظل ازدياد الوعي الغذائي لدى الأسر المصرية وحرص الكثيرين على تناول أطعمة صحية وطازجة، تشهد الفترة الأخيرة إقبالًا متزايدًا على تحضير المنتجات الغذائية في المنازل، وعلى رأسها مربى التين، التي تعود بقوة إلى مطابخ البيوت المصرية كبديل غني وآمن عن المربى الجاهزة المعلبة.

ويأتي هذا الاتجاه الذي رصده تحيا مصر في إطار عودة المطبخ التقليدي للواجهة من جديد، بعدما فقد الكثير من رونقه لصالح الوجبات الجاهزة ومنتجات المصانع التي تحتوي في الغالب على مواد حافظة وسكر مكرر بكميات عالية.

وتعد مربى التين المصنوعة منزليًا من بين أكثر الأصناف التي تلقى رواجًا، نظرًا لفوائدها الغذائية الكبيرة، حيث يحتوي التين على الألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات الضرورية، ويُعد خيارًا مثاليًا للأسر الباحثة عن بدائل صحية لأطفالها، أو للراغبين في استرجاع نكهة الأكلات المنزلية الأصيلة.

ويوفر إعداد مربى التين في البيت أيضًا فرصة للتحكم في مكونات المنتج من حيث كمية السكر، ونوعية الفاكهة، وطريقة الطهي، مما يضمن منتجًا نقيًا وخاليًا من الإضافات الصناعية كما أن التكلفة الإجمالية لتحضيرها في المنزل أقل من سعر نظيرتها الجاهزة، ما يمثل دعمًا غير مباشر لاقتصاد الأسرة المصرية.

ويشير خبراء التغذية إلى أن العودة للمأكولات المنزلية ليست مجرد “موضة مؤقتة”، بل توجّه عام يرتبط بثقافة الحفاظ على الصحة والهوية الغذائية، ويعزز ويدعم فكرة الاقتصاد المنزلي الذي يُعد من أدوات التوازن المالي في ظل تقلبات السوق.

وفي الوقت الذي تزدحم فيه الأسواق بالمنتجات الجاهزة، يعيد المطبخ المصري اليوم اكتشاف قوته من خلال وصفات الجدات وأسرارهن في الطهي، حيث تبرز مربى التين كرمز صغير لكنه مؤثر في عودة “البيت المصري” إلى ريادته في إعداد الغذاء، بكل ما يحمله من جودة ومحبة ودفء.

وهكذا، تعود مربى التين المصنوعة في البيت لتكون أكثر من مجرد وصفة، بل رمزًا لعودة المطبخ المصري الأصيل إلى واجهة الاهتمام، وسط رغبة متزايدة في استعادة نكهة الطبيعة والابتعاد عن الأطعمة المصنعة وبين دفء النكهة وجودة المكونات، يبدو أن المطبخ التقليدي لم يفقد مكانته، بل يستعيدها بهدوء وثقة، مع كل برطمان مربى يغلى على نار هادئة في بيت مصري.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *