مزعجة بتأثير مفيد.. احذر الحذف الفوري لرسائل البريد العشوائي

مزعجة بتأثير مفيد.. احذر الحذف الفوري لرسائل البريد العشوائي

توصل خبراء الأمن السيبراني إلى نتيجة غير متوقعة مفادها أن التسرع في حذف رسائل البريد العشوائي (Spam) فور وصولها قد يكون تصرفاً غير صائب، إذ يُنصح بالاحتفاظ بها مؤقتاً أو الإبلاغ عنها كرسائل غير مرغوب فيها بدلاً من حذفها مباشرة.

ويستند هذا الرأي إلى منطق تقني يتمثل في أن أنظمة تصفية البريد العشوائي (Spam Filters) تعتمد على التعلم من الرسائل الفعلية التي يتلقاها المستخدمون من أجل تحسين دقتها في المستقبل، وبالتالي فإن حذف الرسائل فوراً يحدّ من قدرتها على التطور والتعلّم.

رسائل البريد الإلكتروني العشوائية

خوارزميات ذكية تحتاج إلى “تدريب”

يعتمد كبار مزوّدي خدمات البريد الإلكتروني اليوم على خوارزميات تعلّم آلي تكيفية (Adaptive Filters) قادرة على التمييز بين الرسائل الشرعية والمزعجة. ولتعمل هذه الأنظمة بكفاءة عالية، فهي تحتاج إلى رؤية نماذج حقيقية من الرسائل العشوائية حتى تتعلم أنماطها وخصائصها.

وبذلك، فإن إزالة الرسالة قبل أن يتعرف النظام عليها كمثال يحرم خوارزميات التصفية من فرصة “التدريب”، مما يجعلها أبطأ في تحسين قدرتها على اكتشاف الرسائل المزعجة لاحقاً.

لذلك، يوصي الخبراء المستخدمين عند تلقي رسالة يُشتبه بأنها غير مرغوبة بنقلها إلى مجلد “البريد العشوائي” (Junk) أو الضغط على خيار “تصنيف كرسالة غير مرغوب فيها” (Mark as Spam)، بدلاً من حذفها مباشرة. هذا الإجراء يساعد على تعليم النظام ورفع كفاءته في الحماية المستقبلية.

التحذير من خيار “إلغاء الاشتراك”

كما ينبه المختصون إلى أن الضغط على خيار “إلغاء الاشتراك” (Unsubscribe) في الرسائل المشبوهة قد يكون ضاراً، إذ يؤدي ذلك إلى إبلاغ المرسل بأن عنوان بريدك الإلكتروني فعّال، ما يجعله أكثر عرضة لاستهدافك في حملات لاحقة. لذلك، يُفضل دائماً الإبلاغ عن الرسالة كـ”Spam” بدلاً من التفاعل مع محتواها أو روابطها.

خلاصة وتوصيات

على الرغم من أن رسائل البريد العشوائي تبدو بلا فائدة وتسبب الإزعاج، إلا أن الاحتفاظ بها لفترة قصيرة أو تصنيفها كرسائل غير مرغوب فيها يساهم فعلياً في تحسين أداء أنظمة التصفية، وبالتالي تعزيز الحماية الشخصية وحماية المستخدمين الآخرين.

ويخلص الخبراء إلى التوصيات التالية: لا تحذف الرسائل المزعجة فوراً. استخدم خاصية تصنيفها كرسائل غير مرغوب فيها، وتجنب النقر على أي روابط داخل الرسائل المشبوهة ما لم تكن متأكداً من هوية المرسل، ولا تستخدم خيار إلغاء الاشتراك في الرسائل غير الموثوقة.

وباتباع هذه الخطوات البسيطة، يمكنك المساهمة في تعزيز دقة أنظمة الحماية الإلكترونية، وجعل صندوق الوارد لديك أكثر أماناً وتنظيماً، مع تقليل فرص الوقوع ضحية رسائل التصيّد والتهديدات السيبرانية مستقبلاً.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف