سميحة أيوب , في مشهد مؤثر يجسّد مدى تقدير الدولة المصرية لرموزها الفنية، كشف مصدر مقرّب من وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن الأخير حرص شخصيًا على حضور جنازة الفنانة الراحلة، والتي غادرت عالمنا بعد مسيرة فنية غنية امتدت لعقود. وقد عبّر الوزير عن التزامه بتوفير وداع يليق بتاريخها ومكانتها، حيث طرح مقترحًا على أسرتها لتعديل موعد العزاء إلى يوم الأربعاء بدلًا من الخميس، حتى لا يتعارض مع وقفة عرفات التي يصومها الكثير من الفنانين، مما قد يصعب عليهم الحضور الكامل أو البقاء لفترات طويلة.

وبرر الوزير هذا الطلب برغبته في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من محبي الراحلة وزملائها الفنانين للمشاركة في توديعها، مؤكدًا أن المناسبة يجب أن تليق بحجم تأثيرها الكبير في المسرح المصري والعربي. إلا أن أسرة الفنانة الراحلة رفضت المقترح، متمسكة بإقامة العزاء في موعده الأصلي، مشددة على أن القرار من اختصاص العائلة فقط.
ورغم شعور الوزير بالحزن تجاه هذا الرفض، فإنه عبّر عن احترامه الكامل لرغبة الأسرة، مؤكدًا أن موقفه نابع من محبة وتقدير كبيرين لشخصية كان لها تأثير بالغ في الفن والثقافة.

سميحة أيوب.. تاريخ فني لا يُنسى
غيّب الموت الفنانة القديرة تاركة وراءها رصيدًا ضخمًا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية التي أثرت بها الساحة الفنية لعقود طويلة. وقد وصفها الدكتور أحمد فؤاد هنو بأنها “مثال للفنانة الوطنية المخلصة”، مؤكداً أن رحيلها يشكل خسارة حقيقية للثقافة والفن في مصر والعالم العربي.
وفي تصريحات لبرنامج “يحدث في مصر” مع الإعلامي شريف عامر، قال الوزير إن كلمات الرثاء لا تكفي لوصف مكانتها التي عُرفت بعطائها اللامحدود وإنسانيتها الرفيعة. وأكد أنها كانت صوتًا فنيًا يعبر الأجيال ويقدّم محتوى هادفًا بقي في الذاكرة.

تكريم رسمي و”جائزة سميحة أيوب” في الطريق
ولم يقتصر تكريم الدولة للراحلة على الكلمات، بل أعلن وزير الثقافة عن نية الوزارة تخليد اسمها بإطلاق جائزة تحمل اسمها ضمن فعاليات مهرجان المسرح القومي. وأوضح أن هذا التوجه يأتي في إطار الوفاء لعطاء فني لا يُنسى، ومن أجل أن تبقى سيرتها منارة تلهم الأجيال القادمة.
وأشار الوزير إلى أن وزارة الثقافة ستُكرّم الفنانة الراحلة في الفعاليات المقبلة، تأكيدًا على عمق تأثيرها الفني والإنساني، وعلى أن ذكراها ستظل حاضرة في ضمير الوطن، مضيفًا: “سميحة أيوب لم تكن مجرد فنانة، بل كانت مؤسسة قائمة بذاتها في المسرح، وروحًا لا تغيب عن وجدان الفن المصري”.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق