مصر تؤسس أكبر مدينة شمسية بالعالم.. مشروع اقتصادي ضخم يخرج للنور

مصر تؤسس أكبر مدينة شمسية بالعالم.. مشروع اقتصادي ضخم يخرج للنور

في خطوة تعكس توجه مصر نحو مستقبل أكثر استدامة، تستعد البلاد لإطلاق واحد من أضخم المشروعات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، عبر تأسيس أكبر مدينة شمسية في العالم، هذا المشروع لا يمثل مجرد إنجاز تقني أو بيئي، بل يعد تحولًا اقتصاديًا واستراتيجيًا، يفتح الباب أمام طفرة استثمارية كبرى ويضع مصر في موقع متقدم على خريطة الطاقة النظيفة عالميًا، في وقت تتسارع فيه الجهود الدولية لمواجهة تحديات المناخ وتأمين مصادر الطاقة البديلة.

تجربة وطنية ضخمة تعيد رسم خريطة الطاقة النظيفة في مصر

في صحراء أسوان الهادئة، وتحديدًا في منطقة بنبان، ارتسم مشهد غير مألوف يرصده تحيا مصر: آلاف الألواح الشمسية تتراص على مد البصر، كأنها مدينة حديثة بُنيت خصيصًا لأشعة الشمس، هنا لم يعد الحديث عن مشروع عادي، بل عن تجربة وطنية ضخمة تعيد رسم خريطة الطاقة النظيفة في مصر.

مشروع بنبان الشمسي

مشروع بنبان الشمسي وُصف بأنه الأكبر من نوعه في إفريقيا وأحد الأضخم عالميًا، بقدرة إنتاجية تتراوح بين 1.5 و1.8 جيجاوات، الفكرة اعتمدت على تقسيم المشروع إلى عشرات المحطات الصغيرة، بدلًا من محطة مركزية واحدة، ما أتاح توزيع المخاطر على عدد كبير من المستثمرين، وجذب شركات محلية ودولية، بالإضافة إلى بنوك ومؤسسات تمويل عالمية دعمت التنفيذ.

المشروع يمتد على مساحة تصل إلى نحو 8 آلاف فدان

يمتد المشروع على مساحة تصل إلى نحو 8 آلاف فدان، ويضم مئات الآلاف من الألواح المتصلة بمحولات ومحطات تحويل ضخمة، تنقل الطاقة مباشرة إلى الشبكة القومية للكهرباء، ووفق تقديرات رسمية، فإن إنتاج بنبان يكفي لتغطية احتياجات ملايين المنازل، ويوفر على الدولة مليارات الجنيهات من فاتورة استيراد الوقود.

لا توقف الأهمية عند هذا الحد، فالمجمع يسهم أيضًا في تقليل انبعاثات الكربون بملايين الأطنان سنويًا، في خطوة تتماشى مع التزامات مصر الدولية وخطتها للتحول إلى الطاقة النظيفة، وإلى جانب البُعد البيئي والاقتصادي، خلق المشروع آلاف فرص العمل في مرحلتي البناء والتشغيل، وساهم في تطوير البنية التحتية والطرق بالقرى المحيطة، ما جعله قصة مجتمع جديد لا مجرد محطة طاقة.

ورغم النجاح اللافت، يظل التحدي قائمًا في قضايا التخزين وإدارة الظروف البيئية القاسية كالعواصف الرملية ودرجات الحرارة المرتفعة، لكن مع التطور المستمر في تقنيات البطاريات وتحسين كفاءة الألواح، تبدو التجربة قابلة للتكرار في مناطق أخرى من مصر.

«بنبان» اليوم ليست مجرد اسم على خريطة أسوان، بل علامة فارقة في رحلة مصر نحو الاستقلال الطاقي، ومثال على شراكة متكاملة بين الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية، تقودها أشعة الشمس.

نقلاً عن: تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف