في الوقت الذي يزايد فيه البعض على موقف مصر من القضية الفلسطينية، جاءت كلمة مصر في مجلس الأمن لتُسكت الألسنة، وتُثبت أن الصوت المصري لا يعلو عليه في الدفاع عن الحقوق العربية، والإنسانية، وعلى رأسها الحق الفلسطيني، فقد وقف السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، ليُلقي كلمة هي الأجرأ في التاريخ، والأقوى منذ اندلاع العدوان على غزة، مؤكداً أن مصر لن تُساوم على ثوابتها، وأنها لا تقف على الحياد حين يتعلق الأمر بالدم العربي والكرامة الوطنية.
السفير أسامة عبدالخالق أكد في كلمته التاريخية «على ضرورة إصلاح العوار في ميثاق الأمم المتحدة بإلغاء حق النقض (الفيتو)، مضيفاً أن هذا الحق تم منحه للدول الخمس دائمة العضوية ضمانًا للحفاظ على مواثيق الأمم المتحدة والنظام والسلم الدوليين، ولكن الفيتو الأمريكي لمنع إصدار قرارات ضد إسرائيل! فلا يغير من حقيقة واضحة ومؤكدة أن ما يتم ارتكابه من مجازر في غزة أعمال إجرامية يسجلها التاريخ علامة سوداء في تاريخ الإنسانية».
مصر قلبها على العُزل في غزة، لسانها فصيح في المطالبة بحقهم في الحياة، ولا تصمت على ضيم ألم بهم، ولا تلتحف بالتقية السياسية، وصادح لسانها بالحق، ووراء الحق الفلسطيني حتى لا يضيع في غابة السياسة المفتوحة التي تأمها حيوانات شرسة مفترسة.
مصر عن حق تطالب بحق الشعب الفلسطيني في الحياة في دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ م، السفير «أسامة عبد الخالق»، كان على حق في كلمته التاريخية خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث بلسان الحق الذي تعتقده مصر، وبفصاحته الدبلوماسية عبر بلباقة عن الثوابت المصرية من أعلى منصة دولية رافضًا للانحياز الأمريكي السافر في قرارات مجلس الأمن.
وجَّه مندوب مصر رسالة للعالم، رسالة بعلم الوصول مفادها أن القاهرة لن تقبل أبدًا بأن يُستخدم «الفيتو» الأمريكي غطاءً لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، ورفض الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني، ولن تسمح أن يتحول مجلس الأمن إلى منصة لحماية المعتدي بدلاً من حماية الضحية.
وبثبات وحماسة يحسد عليها دبلوماسيًا، وفي جملة بليغة قالها مدوية «الفيتو لن يُرهبنا، وموقفنا سيبقى ثابتًا في دعم الحق، مهما كانت الضغوط»، في موقف واضح يعكس تمسك مصر بسيادتها في تحديد مواقفها، بعيداً عن الاصطفافات والضغوط.
لو تعلمون وطأة الضغوط وحجمها لعلمتم ما تتكبده مصر جراء موقفها (الحق)، لكن جمل الحمول صابر على الأذى الأمريكي، لا تثنيه ضغوط أوروبية ثقيلة الوطأة عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاسبة من يعرقل الوصول إلى حلول عادلة ودائمة للصراع.
حق الفيتو وحق النقض، للأسف صار مضغة سياسية، علكة يمضغونها في مخادعهم السياسية، للأسف غطاء ودثار لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد شعب أعزل، إزاء إستخدام أمريكي مفرط لحق الفيتو.
القضية الفلسطينية للأسف مسرح لممارسة دولية (قميئة) لحق الفيتو، تخيل جرى إستخدام حق الفيتو (النقض يترجم رفضًا) ضد ٣٦ مشروع قرار لمجلس الأمن منذ عام ١٩٥٤، اعترضت الولايات المتحدة وحدها على ٣٤ قراراً، بينما اعترضت روسيا والصين على قرارين اثنين فقط!!.
المرة الوحيدة، التي لم تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض، بخصوص مشروع قرار يتعلق بإسرائيل كانت في عام ١٩٧٢ إذ دعا مشروع القرار جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لصالح السلام والأمن الدوليين، فحسب وافقت على القرار لحماية ما تحقق لإسرائيل من مكاسب حرامًا على الأرض العربية في حرب ١٩٦٧.
ليس بجديد على السياسة الأمريكية المنحازة بسفور، والتي لا تتخفى من الدعم الكامل وغير المشروط للدولة العبرية، وليس بجديد على الدبلوماسية المصرية فضح هذا الانحياز الأمريكي الفاضح لجيش الإبادة الجماعية، الجديد أن الصوت المصري الصارخ في البرية لا يعجب من في قلبه مرض، والغرض مرض كما يقولون.
نقلاً عن : تحيا مصر
- نجاح أغنية ليه بيداري كدا غير طبيعي.. وبحضر ديو مع العسيلي - 23 يونيو، 2025
- عبد الحليم علي: الأهلي يمثل مصر في كأس العالم للأندية وأتمنى التوفيق لكل الفرق العربية - 22 يونيو، 2025
- اللي بتعملوه عري مش رقص شرقي - 22 يونيو، 2025
لا تعليق