تواصل مصر تحقيق نجاحات متتالية في سوق تصدير شتلات الفراولة، إذ أصبح الطلب العالمي على الشتلات المصرية في تزايد مستمر، ضمن خطة استراتيجية تسعى من خلالها الدولة إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصدير مواد الإكثار الزراعي، وعلى رأسها شتلات الفراولة عالية الجودة.

وأكد تقرير رسمي صادر عن الإدارة المركزية للبساتين أن مصر نجحت خلال الفترة الأخيرة في تصدير 412 ألف شتلة فراولة إلى عدد من الدول حول العالم، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبإشراف لجان فنية مختصة تضمن جودة الشتلات ومطابقتها للمعايير الفنية والتصديرية الدولية.

معايير صارمة وجودة عالية تكسب ثقة الأسواق العالمية

يرجع تميز الشتلات المصرية إلى عدة عوامل رئيسية، جعلتها محل ثقة الأسواق الدولية، ومنحت مصر موقعًا متقدمًا في سوق شتلات الفراولة العالمي. وجاء في تقرير الإدارة المركزية للبساتين أن أبرز أسباب هذا التميز تشمل:

الأصناف المعتمدة: تُنتج شتلات الفراولة المصرية من سلالات أمريكية وأوروبية معترف بها دوليًا.

خلو الشتلات من الأمراض والآفات: بفضل الرقابة المكثفة والإجراءات الصحية الصارمة التي تفرضها وزارة الزراعة.

الإنتاجية العالية: تحقق الشتلات المصرية معدلات إنتاج كبيرة مقارنة بمثيلاتها في الأسواق المنافسة.

المرونة المناخية: تتمتع بقدرة على التأقلم مع ظروف مناخية متنوعة، ما يجعلها مناسبة للزراعة في مختلف البيئات حول العالم.

موسم تصدير مبكر: تتيح الزراعة المبكرة للشتلات المصرية ميزة تنافسية زمنية في الأسواق الدولية.

التحمل أثناء الشحن: تتميز الشتلات المصرية بقوة تحمل عالية أثناء النقل لمسافات طويلة دون أن تتأثر جودتها.

وجهة جديدة لشتلات الفراولة المصرية

في خطوة جديدة على طريق تعزيز الصادرات الزراعية، أعلن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عن نجاح مصر في فتح سوق دولة بيرو لشتلات الفراولة المصرية، مشيرًا إلى أهمية هذه الخطوة في ترسيخ مكانة مصر كمركز دولي لتصدير شتلات وتقاوي النباتات، لاسيما في أمريكا اللاتينية.

وأكد الوزير أن فتح أسواق جديدة، مثل بيرو، يُعد إنجازًا ضمن منظومة تطوير الصادرات الزراعية، ويعزز من قدرة مصر على تحقيق قيمة مضافة من التوسع في صادرات مواد الإكثار الزراعي.

جهود الحجر الزراعي لفتح أسواق عالمية جديدة

من جهته، أوضح الدكتور محمد المنسي رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أن فتح السوق البيروفي جاء ضمن جهود مستمرة يبذلها الحجر الزراعي المصري لفتح أسواق جديدة أمام مختلف السلع الزراعية، بهدف دعم الاقتصاد الوطني وتوفير مصادر نقد أجنبي من خلال زيادة انسيابية الصادرات الزراعية.

وأشار إلى أن بيرو تُعد ثاني دولة في أمريكا اللاتينية تستقبل شتلات الفراولة المصرية بعد البرازيل، التي تم فتح أسواقها خلال العام ذاته، مما يعكس ثقة هذه الدول في الجودة المصرية.

الصادرات الزراعية المصرية تواصل النمو

بالتوازي مع نجاح تصدير شتلات الفراولة، ارتفعت الصادرات الزراعية المصرية بشكل عام إلى 6.8 مليون طن حتى الآن، بزيادة تُقدّر بأكثر من 650 ألف طن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في الأداء التصديري.

وجاءت الموالح في مقدمة الصادرات بكمية تجاوزت 1.9 مليون طن، تليها البطاطس الطازجة بـ 1.3 مليون طن، بينما جاء البصل الطازج في المركز الثالث بأكثر من 246 ألف طن.

مستقبل واعد لصادرات الفراولة ومجالات الإكثار الزراعي

تعكس هذه الإنجازات مجتمعة التوجه الجاد للدولة نحو دعم التصدير الزراعي، خاصة في مجالات التقاوي والشتلات، وهي المجالات التي تحظى بأهمية استراتيجية لكونها مرتبطة بجودة وسلامة الإنتاج الزراعي المحلي والعالمي.

ويبدو أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ موقعها كمصدر رئيسي للشتلات والتقاوي في المنطقة، عبر تحسين البنية التحتية الزراعية، وتطبيق معايير الجودة العالمية، وفتح أسواق جديدة واعدة، خاصة في أمريكا الجنوبية وآسيا، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة لتعزيز الدور المصري في منظومة الأمن الغذائي العالمي.