مصر.. “خيانة عاطفية” تنهي مسيرة 9 سنوات لـ”الطبيب المزيف”

في واقعة مليئة بالمفارقات المدهشة وكأننا أمام فيلم إثارة وتشويق من بطولة شخصية منحرفة، قرر طالب مصري الانتقام من إدارة كلية الطب بجامعة القاهرة التي قامت بفصله نتيجة ارتكابه مخالفات فادحة.

وفي التفاصيل قام الطالب بتزوير أوراق رسمية تزعم تخرجه في الكلية، وظل بالفعل يمارس المهنة النبيلة، ويشخّص الأمراض، ويصف الأدوية طوال 9 سنوات، ثم سقط، أخيراً، في قبضة السلطات الأمنية، وكان بداية الخيط بلاغ من فتاة “غاضبة” نتيجة تعرضها لـ “خيانة عاطفية” منه. 

وقررت، اليوم السبت، جهات التحقيق المختصة في القاهرة تجديد حبس المتهم بـ “انتحال صفة طبيب لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات، عقب القبض عليه بتهمة التزوير، وانتحال الصفة، وإنشاء مستشفى دون ترخيص”.

وفي وقت سابق، ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض على ” م. ف “، المعروف بلقب “الطبيب المزيف”، بعد اتهامه بانتحال صفة طبيب لمدة 9 سنوات، والعمل في مستشفيات كبرى، والتزوير في أوراق رسمية، وإنشاء مستشفى “كايرو كير” دون ترخيص في ضاحية المعادي السكنية الراقية.

وبحسب تقارير صحفية محلية، فإن الطالب استولى على بطاقة أحد زملائه، وقام بالتلاعب في بياناتها حتى تصبح دليلاً على تخرجه، كما تلاعب في شهادة التخرج، وحصل على عضوية نقابة الأطباء وفق تلك المعلومات الزائفة، ثم بلغ حداً بعيداً وهو الالتحاق بمستشفيات كبرى، ثم تأسيس عيادته الخاصة. 

وجاءت النهاية عبر إحدى مريضاته التي تعرف إليها أثناء وباء كورونا، حيث وصف لها مهدئات خاطئة أصابتها بصدمة عصبية حادة، نتيجة تشخيص خاطئ، وفق ما أخبرها به طبيب آخر لجأت إليه لاحقاً.

ونشأت علاقة عاطفية بين المريضة و”الطبيب المزيف”، حيث وعدها بالزواج، لتُفاجأ بتخليه المفاجئ عنها وزواجه وإنجابه من أخرى، وهو ما اعتبرته “طعنة من الخلف” و”خيانة مكتملة الأركان”، على حد تعبيرها.

فما كان منها إلا أن تقدمت ببلاغ إلى السلطات الأمنية، حيث أدت التحريات اللاحقة إلى التأكد من صدق البلاغ، والتثبت من الاتهامات الخطيرة الموجهة ضده.