«مصر على خط الوساطة».. دبلوماسية القاهرة تحول التوتر النووي الإيراني إلى فرصة للسلام


تسعى مصر بقيادة وزير خارجيتها بدر عبد العاطي إلى لعب دور محوري في تهدئة التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، خصوصًا بعد ضربات جوية أمريكية وإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو 2025. وقد أعربت الوزارة عن قلق عميق من خطر انزلاق المنطقة نحو فوضى، مؤكدة أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الأمثل لتسوية الأزمة  .

محادثات القاهرة: مفاتيح دبلوماسية واستعادة الحوار

خلال يونيو 2025، جرى حوار مكثف بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني عباس عراقجي، في إطار جهود القاهرة الدبلوماسية لإعادة إطلاق الملف النووي إلى مائدة الحوار. وقد أكد عبد العاطى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار المستمر بين إيران وإسرائيل، مشددًا على أن العودة إلى التفاوض هو السبيل الوحيد لخفض التصعيد وتعزيز الأمن الإقليمي.

وزير الخارجية بدر عبد العاطي – وزير خارجية إيران عباس عراقجي – مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي 

كما أجرى الوزير اتصالًا مع المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافاييل جروسي، مؤكدًا دعم مصر الكامل لدور الوكالة كضمان لمصداقية معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)، بما يسهم في استعادة الثقة وتقويض مخاوف الانتشار النووي  .

القاهرة تحتضن اجتماعًا ثلاثيًا: إيران – الوكالة الدولية للطاقة الذرية– مصر

في 2 يونيو 2025، استضافت القاهرة اجتماعًا ضم ممثلين من إيران والأمم والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة تصاعد تخصيب اليورانيوم الإيراني، بعد تقرير سري للوكالة كشف تضاعف مخزون طهران للمواد المنضبة بنسبة تقارب 50% منذ فبراير، ما أثار قلقًا ملموسًا من اقتراب البرنامج من عتبة السلاح.

وناقش الوفد الثلاثي سبل دعم جهود التفاوض عبر الوساطة الوطنية، مع تعزيز دور مصر كمنصة حيادية تسعى إلى ترجيح ميزان الدبلوماسية فوق السلاح.

الدبلوماسية المصرية جسر للثقة

كما شدد محللون دوليون من خلال تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط على أن استضافة القاهرة لهذا الحوار تُظهر ثقلاً جديدًا لمصر كدولة محورية في التوازن الإقليمي، مع القدرة على استضافة ملفات حسّاسة بخبرتها التاريخية في الوساطة.

وقد رأى خبراء في العلاقات الدولية أن مصر بهذا التوجه تعيد إحياء نموذج “شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي”، الذي طرحته القاهرة سابقًا عام 1974، وتدعمه اليوم مبادرات مثل “شبكة منارة” (MENARA) للتعاون النووي السلمي في المنطقة  .

من وجهة نظر مصر، لا يكفي مجرد تنظيف الصورة الدبلوماسية، بل يجب إقامة جسور لضمان تحقيق اتفاقات واضحة حول حقوق إيران في الاستخدام السلمي للنووي بالتوازي مع التزامات شفافة تحت رقابة دولية. وهذا ما عبّر عنه عبد العاطي حين شدد: “إعادة التفاوض فورًا على أساس الحوار هو خطوة لبناء الثقة وتخفيف التوتر”  .

كما أراد أن يوضح أن مشاركة مصر لا تقتصر على التصريحات الإعلامية، بل تشمل تقديم الدعم السياسي واللوجستي لأي مسار تفاوضي يحافظ على أمن المنطقة

مصر.. وسيط مسؤول لمستقبل دبلوماسي

رفض القاهرة لأي خيار عسكري، انتخابها الاحتضان لما وصفته بـ”مسار السلم” في الأزمة النووية الإيرانية يضعها داخل دائرة القوى الفاعلة في الشرق الأوسط الحديث. وتحقيقاً لهذا، لم تكتف بدعوة الطرفين إلى الحوار، بل كرست جهودها التقليدية كصانع توازن سياسي، مما يعزز أدوارها كضامن ومسهل يفضي إلى تسويات تحفظ الأمن ومستقبل المنطقة


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *