مصر وإسبانيا.. شراكة تاريخية تتجدد في منتدى رجال الأعمال

مصر وإسبانيا.. شراكة تاريخية تتجدد في منتدى رجال الأعمال

رحّب حسن الخطيب، وزير الاستثمار، بالحضور خلال فعاليات منتدى رجال الأعمال المصري ـ الإسباني، مؤكدًا أن انعقاد المنتدى يمثل محطة مهمة في مسيرة التعاون بين البلدين. وأوضح أن هذا اللقاء ليس مجرد اجتماع اقتصادي، بل هو ترجمة عملية للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وإسبانيا، والتي تعود جذورها إلى آلاف السنين عبر التبادل الثقافي والتجاري والحضاري. 

وأضاف أن انعقاد المنتدى في هذا التوقيت يبعث برسالة واضحة مفادها أن البلدين حريصان على البناء على هذا الإرث التاريخي لتعزيز التعاون في المستقبل.

أبعاد استراتيجية تتجاوز الاقتصاد

لفت الخطيب إلى أن العلاقات المصرية الإسبانية لم تعد قاصرة على المجال الاقتصادي فقط، بل اتسعت لتشمل جوانب تعليمية وثقافية وعلمية. وأشار إلى أن الإقبال المتزايد من الشباب المصري على تعلم اللغة الإسبانية يعكس عمق الروابط بين الشعبين ويُعد أداة مهمة لتعزيز التفاهم المشترك وبناء شراكات جديدة. كما شدد على أن المنتدى يفتح الباب أمام مناقشة فرص التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة، والطاقة، والسياحة، والزراعة، وغيرها من القطاعات ذات الأولوية.

التبادل التجاري.. أرقام تعكس قوة التعاون

أوضح وزير الاستثمار أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا بلغ نحو 3.1 مليار دولار، وهو رقم يعكس متانة العلاقات الاقتصادية المتنامية. كما أشار إلى أن حجم الاستثمارات الإسبانية المباشرة في مصر وصل إلى حوالي 900 مليون دولار، ما يبرهن على ثقة المستثمر الإسباني في السوق المصرية. وأكد أن هذه الأرقام، رغم أهميتها، لا تزال أقل من حجم الطموحات المشتركة، وهو ما يدفع البلدين إلى البحث عن آليات جديدة لزيادة التعاون ومضاعفة الاستثمارات.

خطط مستقبلية لتعزيز الاستثمارات

أكد الخطيب أن مصر تسعى خلال السنوات الخمس المقبلة إلى مضاعفة الاستثمارات الإسبانية وجذب المزيد من الشركات الإسبانية للعمل في السوق المصرية، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري بما يتماشى مع قدرات البلدين وإمكاناتهما. وأوضح أن الحكومة المصرية تعمل على توفير بيئة استثمارية جاذبة عبر إصلاحات تشريعية وإجرائية، إضافة إلى إطلاق حوافز جديدة للمستثمرين الأجانب.

مصر مركزًا إقليميًا للاستثمار

سلط وزير الاستثمار الضوء على الإنجازات التنموية التي شهدتها مصر خلال العقد الماضي، حيث تم إنشاء مدن جديدة بمواصفات عالمية، وتطوير المطارات وشبكات الطرق، إلى جانب التوسع الكبير في مشروعات الطاقة والكهرباء. وأشار إلى أن هذه الطفرة تجعل مصر مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا للاستثمار، ليس فقط للشركات الإسبانية، بل أيضًا لكبرى الشركات العالمية الباحثة عن أسواق مستقرة وواعدة في المنطقة.

نحو شراكة متجددة

واختتم الخطيب كلمته بالتأكيد على أن المنتدى ليس فقط فرصة للتشاور بين الحكومتين ورجال الأعمال، بل هو انطلاقة جديدة لشراكة متجددة بين مصر وإسبانيا، تقوم على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، وتستند إلى إرث حضاري عريق وروابط إنسانية وثقافية ممتدة. كما دعا رجال الأعمال من الجانبين إلى استثمار الفرص المتاحة وفتح آفاق تعاون أوسع بما يحقق التنمية المستدامة للشعبين.

نقلاً عن: موقع تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف