حققت مصر في الآونة الأخيرة قفزات نوعية في قطاع السياحة، مدفوعة بإرادة سياسية واضحة، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والمشروعات الثقافية والترفيهية. ففي عام ٢٠٢٣، استقبلت مصر نحو ١٦ مليون سائح، وهو رقم يعكس الانتعاش القوي لهذا القطاع الحيوي، ويمهد الطريق نحو تحقيق الهدف الطموح: ٣٠ مليون سائح بحلول عام ٢٠٣١.
طفرة رقمية: ٦% نمو في ٢٠٢٣ وقفزة إلى ٢٥% في ٢٠٢٤
أكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن القطاع السياحي حقق نموًا بلغ ٦% خلال عام ٢٠٢٣، بينما قفز إلى ٢٥% خلال الربع الأول من ٢٠٢٤، ما يعكس الثقة المتزايدة في المقصد السياحي المصري
وأشار إلى أن هذه الأرقام تؤكد أن السياحة أصبحت ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ومحركًا رئيسيًا للنمو وتوفير فرص العمل.
لماذا زار ١٦ مليون سائح مصر؟ الأسباب متعددة والمقومات مبهرة
وفقًا لآراء خبراء السياحة، فإن ارتفاع أعداد السائحين إلى هذا المستوى يعود إلى عدة عوامل:
المشروعات القومية العملاقة، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير، الذي بات جاهزًا لاستقبال الزوار من مختلف دول العالم في احتفالية تاريخية.
تحسين البنية التحتية من طرق ومواصلات ومطارات، مما سهّل حركة السياحة الداخلية والخارجية.
تنوع المنتج السياحي الذي يشمل السياحة الثقافية، الشاطئية، العلاجية، الدينية، وسياحة المغامرة.
الاستقرار الأمني والسياسي الذي عزز من ثقة السائحين في زيارة مصر.
التسويق العالمي الذكي للمقاصد السياحية عبر حملات دولية شارك فيها نجوم عالميون وشخصيات مؤثرة.
رؤية الدولة: تطوير مستدام وخطة متكاملة حتى ٢٠٣١
أوضح وزير السياحة أن الوزارة تعمل وفق رؤية استراتيجية واضحة، هدفها ليس فقط زيادة الأرقام، بل تنويع المنتجات السياحية لتصبح مصر وجهة سياحية “رقم ١” عالميًا. وتشمل هذه الرؤية:
مضاعفة الطاقة الفندقية خلال خمس سنوات، مع التركيز على الشقق الفندقية لتلبية أنماط جديدة من السياحة.
دمج السائح في الحياة اليومية، عبر دعوات لاستخدام المواصلات العامة بعد الطفرة الكبيرة في قطاع النقل.
ترميم المواقع الأثرية، حتى تلك غير المدرجة في خط سير السياح، انطلاقًا من مسؤولية الدولة في حماية التراث.
مشروعات ضخمة: استثمار في المستقبل السياحي
شهدت السنوات العشر الماضية إطلاق سلسلة مشروعات تاريخية، منها:
المتحف المصري الكبير: أكبر مشروع أثري في القرن الحادي والعشرين، يقع بجوار أهرامات الجيزة.
تطوير منطقة الأهرامات: بنية تحتية متكاملة، مسارات جديدة، ونظم نقل صديقة للبيئة.
إحياء القاهرة التاريخية: مشاريع ترميم كبرى تشمل شارع المعز، وسور مجرى العيون.
مدن سياحية جديدة مثل العلمين الجديدة والجلالة والعين السخنة، التي تمثل إضافة حديثة إلى خريطة السياحة الشاطئية.
النجاح نتيجة جهد متكامل بين الدولة والقطاع الخاص
يؤكد الدكتور أحمد نجم، خبير التخطيط السياحي، أن ما حققته مصر في عشر سنوات “ليس مجرد تحسن مؤقت، بل هو تحول هيكلي عميق في قطاع السياحة”، مشيرًا إلى أن الشراكة الفعالة بين الحكومة والقطاع الخاص كانت مفتاح النجاح.
وكشفت الخبيرة الدولية في إدارة المقاصد السياحية، دكتورة ليلى أنور، فرأت أن مصر أصبحت تواكب المعايير العالمية في الخدمات الفندقية والترفيهية، وتتميز بتنوع نادر في المنتجات السياحية يجعلها منافسًا قويًا لدول مثل إيطاليا وإسبانيا.
السياحة المصرية تكتب فصلًا جديدًا من الريادة
إن الأرقام، والمشروعات، والرؤية الحكومية، كلها تشير إلى أن مصر دخلت عصرًا جديدًا من الريادة السياحية. ومع استمرار العمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات، والترويج الذكي، فإن المستقبل السياحي لمصر يبدو أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.
مصر ليست فقط مهد الحضارات.. بل مستقبل السياحة العالمية.
نقلاً عن : تحيا مصر
- أماكن الخروج في عيد الأضحى.. وأسعار التذاكر - ٣٠ مايو، ٢٠٢٥
- أسعار النفط تهبط وسط أنباء عن زيادة محتملة في الإنتاج العالمي وتباطؤ الاقتصاد الأميركي - ٣٠ مايو، ٢٠٢٥
- موعد إطلاق خدمات الجيل الخامس للمحمول في السوق المصرية - ٣٠ مايو، ٢٠٢٥
لا تعليق