معجون وخيط الأسنان.. مصدر غير متوقع لتلوث البلاستيك

على الرغم من أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وزيارة طبيب الأسنان بانتظام من أساسيات صحة الفم، كشفت أبحاث حديثة عن جانب غير متوقع لهذه العادات اليومية: انتشار جزيئات بلاستيكية دقيقة من منتجات العناية بالأسنان.
وتصل هذه الجسيمات إلى أنظمة الصرف الصحي، ثم إلى الأنهار والمحيطات، لتدخل في النهاية السلسلة الغذائية. ورغم حظر بعض الدول للحبيبات البلاستيكية في معاجين الأسنان، أظهرت الدراسات أن بعض المعاجين لا تزال تحتوي على شظايا بلاستيكية مجهرية.
كما يساهم خيط الأسنان المصنوع من النايلون أو التفلون، وتساقط شعيرات الفرشاة، في تراكم هذه الجسيمات في البيئة.
أظهرت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة طب الأسنان البريطانية أن الحشوات المركبة البيضاء، التي حلت محل حشوات الزئبق، تطلق جزيئات بلاستيكية ومواد كيميائية إلى اللعاب ومياه الصرف، فيما تفرز إجراءات الروتين مثل الحفر أو التلميع غبارًا بلاستيكيًا مجهريًا.
ويضاف إلى ذلك أطقم الأسنان وواقيات الفم والمثبتات، التي تسهم بالتآكل المستمر وإطلاق هذه الجسيمات.
وتثير هذه المواد الدقيقة مخاوف صحية، إذ تحتوي بعض الحشوات على مادة BPA التي قد تعطل الهرمونات.
وأكدت دراسة عام 2024 وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في اللويحات الشريانية مرتبطة بزيادة خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة إلى تأثيرها على بكتيريا الأمعاء والتسبب بالالتهابات ونقل مركبات سامة إلى الدم.
ولمواجهة المشكلة، بدأ المصنعون بتطوير معاجين أسنان بمكونات طبيعية مثل السليكا والطين، بينما تختبر بعض العيادات مرشحات لالتقاط غبار الراتنج.
ويمكن للمستهلكين المساهمة في الحد من التلوث عبر اختيار فرش الأسنان المصنوعة من الخيزران، والخيط الخالي من البلاستيك، وأقراص معجون الأسنان القابلة للتحلل. كما تعد الأقواس المعدنية خيارًا أكثر استدامة في تقويم الأسنان مقارنة بالمحاذيات البلاستيكية.
نقلاً عن: إرم نيوز