“معلم الكبار”.. سيد درويش “الأب الروحي” للموسيقى العربية

تحلُّ، اليوم 10 سبتمبر، ذكرى رحيل الموسيقار المصري سيد درويش، العام 1923، بعد أن قاد ثورة تجديد كبرى في الموسيقى العربية ومنحها هويتها وجعلها مرتبطة بالبسطاء والعاديين لتهبط من عليائها وتكون نبض الشارع، دون أن تتنازل عن رونقها أو بريقها أو تفقد بصمتها المميزة.
يُلقب سيد درويش بالعديد من الألقاب التي تعكس مكانته الرفيعة وحضوره العبقري رغم أنه رحل في ريعان الشباب بسن الـ31 فقط، ومنها: “فنان الشعب” و”أستاذ كبار الملحنين”، حيث استطاع أن يخلّص الموسيقى العربية من المؤثرات التركية، مثل المبالغة والإطالة والتعقيدات، حين كانت معظم البلاد العربية خاضعة للنفوذ التركي.
ويعد “الأب الروحي” و”المعلم الحقيقي” لأجيال لاحقة من عمالقة التلحين مثل: موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وزكريا أحمد.
وُلد درويش في مدينة الإسكندرية 17 مارس 1892 لأبوين من عامة البسطاء بعد 10 سنوات من الاحتلال البريطاني لمصر والتي كانت لا تزال خاضعة للخلافة العثمانية، فنشأ على حب الروح الوطنية للشعوب العربية، وأهمية أن يمتلك العرب صوتهم الموسيقي الخاص بهم، بعيداً عن الغرب أو العثمانيين.
انتقل إلى القاهرة العام 1905، حيث التحق بأحد المعاهد الدينية، وساعده إتقانه لعلوم تجويد وترتيل القرآن على تذوق اللغة، وإتقان النطق، ومعرفة خفايا الحروف، ثم اكتشف المدرسون موهبته الغنائية، وولعه بالموسيقى، فقدموه إلى أشهر الفرق الفنية التي صقلت موهبته.
شكّل مع الشاعر الشهير بديع خيري ثنائياً فنياً قدم روائع كلاسيكات الأغنية المصرية والعربية والتي اتسمت بحس فكاهي ساخر ونقد للأوضاع السياسية والاجتماعية، وتعبير صادق عن هموم البسطاء.
تنوعت أعماله بين التلحين والغناء أو كلاهما، ومنها: “زروني كل سنة مرة حرام”، “أنا هويت وانتهيت”، “سالمة يا سلامة”، “حرّج عليّ بابا”، “هز الهلال يا سيد”، “دنجي دنجي”.
وساهم بقسط وافر في بلورة النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، بحسب الموقع الرسمي للرئاسة المصرية، والذي ألفه الشاعر محمد يونس القاضي وتقول كلماته: “بلادي بلادي بلادي/ لك حبي وفؤادي/ مصر يا أم البلاد/ أنتِ غايتي والمراد “.
قام سيد درويش بوضع اللحن الأساس لهذا النشيد احتفالا بعودة الزعيم الوطني سعد زغلول إلى البلاد 1921 بعد أن نفاه الإنجليز إلى خارج مصر، قبل أن يقوم محمد عبد الوهاب بإعادة توزيعه، العام 1979، بتكليف من الرئيس أنور السادات.
نقلاً عن: إرم نيوز