مع قرب انتهاء فترة التظلمات.. متى يكون التظلم قرارًا صائبًا لطالب الثانوية العامة؟| خبراء يعلقون


مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم تظلمات الثانوية العامة 2025، والمقرر له يوم الأحد 10 أغسطس 2025، يعيش العديد من أولياء الأمور والطلاب حالة من التوتر والارتباك، خاصة بعد إعلان النتائج وبدء مراحل التنسيق، وبين من يرى في التظلم فرصة لاستعادة “الدرجات الضائعة”، ومن يخشى إضاعة الوقت والمال دون جدوى، يظل السؤال مطروحًا: متى يكون التظلم قرارًا صائبًا؟.

وفي هذا التقرير، يستعرض “كشكول”، آراء بعض الخبراء التربويين حول أهمية الوعي قبل تقديم التظلم، ونسلط الضوء على أبرز النصائح لتفادي القرارات المتسرعة.

لطلاب الثانوية العامة 2025.. متى يكون التظلم خطوة صحيحة؟.. خبير تربوي يوضح بالتفصيل

قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، لموقع كشكول، إن لا شك أن فتح باب التظلمات سنويًا لطلاب الثانوية العامة، والتابعة لوزارة التربية والتعليم، يهدف إلى تحقيق قدر من الشفافية بين الوزارة من جهة، وأولياء الأمور والطلاب من جهة أخرى، ويُعزز الثقة في أن النتائج المعلنة هي نتائج صحيحة، تعكس الدرجة الفعلية التي يستحقها كل طالب، دون أخطاء في التصحيح أو غيره.

ورغم ذلك، فإن كثيرًا من الطلاب يُقبلون على تقديم التظلمات، لكن النتيجة قد تختلف من طالب لآخر؛ فهناك طلاب يدفعون مبالغ كبيرة دون الحصول على أية درجات، بينما هناك طلاب آخرون ينجحون في استرداد درجاتهم بالفعل.

ويوضح الخبير التربوي، بعض الحالات التي يُنصح فيها الطالب بتقديم تظلم:

1. إذا كان الطالب متفوقًا دراسيًا فجاءت نتيجته منخفضة في مادة يتميز بها

إذا كان الطالب معروفًا بتفوقه في مادة معينة، مثل الرياضيات أو اللغة الإنجليزية أو اللغة العربية، وجاءت نتيجته منخفضة بشكل غير متوقع، مقارنة بأدائه في السنوات السابقة، ففي هذه الحالة يكون من المنطقي التظلم.

2. إذا شعر الطالب بوجود ظلم حقيقي

بعض الطلاب يكون لديهم إحساس حقيقي بأن النتيجة لا تعبر عن مستواهم، ويؤمنون بأنهم كانوا يستحقون أكثر، بخلاف طلاب آخرين يقدمون التظلمات فقط لإرضاء الأهل وإلقاء اللوم على الوزارة بدلًا من تحمل مسؤولية التقصير.

3. إذا تأكد الطالب من صحة إجاباته

في حال راجع الطالب نموذج الإجابة مع معلم موثوق، وتأكد من أن معظم إجاباته كانت صحيحة، فهنا يكون تقديم التظلم خطوة منطقية.

4. إذا كان هناك خطأ محتمل في قراءة ورقة الإجابة بالمسح الضوئي

قد يكون الطالب قد أجاب على سؤالين، ووضع علامة خفيفة على أحدهما، أو وضع نقطة داخل دائرة بطريقة غير واضحة، مما قد يؤدي إلى عدم احتساب الإجابة الصحيحة وفي هذه الحالة، من المفيد التظلم لاحتمال وجود خطأ تقني في التصحيح الإلكتروني.

5. إذا كان لدى الطالب يقين بوجود خطأ ليس من جانبه

وعندما يملك الطالب يقينًا بأن هناك خطأ في تصحيح ورقته أو في قراءة إجابته إلكترونيًا، وليس في أدائه، فهنا يُعتبر التظلم قرارًا سليمًا.

واختتم حديثه، بالتأكيد على أن التظلم حق قانوني مشروع للطالب، لكن يجب تقديمه بناء على أسس منطقية ودلائل حقيقية، وليس بدافع الضغط أو الانفعال فقط.

تربوية لطلاب الثانوية “التظلم حق قانوني وفرصة لاسترداد الدرجات المستحقة”

مع اقتراب غلق باب التظلمات لطلاب الثانوية العامة 2025، يتساءل الكثير من الطلاب وأولياء الأمور: هل من المجدي تقديم تظلم؟، وهل يستحق الأمر المحاولة؟، وفي هذا السياق، شددت خبيرة التربية غادة واصف على أهمية اتخاذ القرار بناءً على مؤشرات حقيقية تتعلق بأداء الطالب.

وأوضحت “واصف” في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أن التظلم يعد قرارًا صائبًا في كل الأحوال، طالما أن درجات الطالب لا تعكس مستواه الحقيقي الذي اعتاد عليه طوال العام الدراسي، أو تتعارض بشكل واضح مع تقييم معلميه، فوجود فجوة كبيرة بين الجهد المبذول والنتيجة النهائية، يجب أن يدفع الطالب للتأكد من صحة التصحيح.

كما أكدت، أن التظلم هو حق قانوني لكل طالب، ويهدف إلى تحقيق قدر من الشفافية والعدالة، مشيرة إلى أن بعض الطلاب تمكنوا بالفعل من استرداد درجات مستحقة بعد مراجعة أوراقهم، ونصحت أولياء الأمور بعدم التسرع في إصدار الأحكام، بل مراجعة أداء الطالب بعناية قبل اتخاذ القرار بالتظلم.

متى يصبح التظلم ضروري لطالب الثانوية العامة ٢٠٢٥؟.. تربوية تجيب

قالت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، أن باب التظلمات أو ما يُعرف بالالتماسات، يُعد حقًا أصيلًا للطلاب في مختلف المراحل التعليمية، ويُمارَس أيضًا في الجامعات، وأشارت إلى أن هذا الحق يحظى بأهمية مضاعفة في مرحلة الثانوية العامة، نظرًا لكونها مرحلة مفصلية في تحديد مستقبل الطالب الأكاديمي، إذ أن فقدان درجة واحدة قد يُغير مساره بالكامل بين كلية وأخرى.

أوضحت إسماعيل، في تصريحاتها لكشكول، أن التظلم يفتح المجال لمراجعة ورقة الإجابة من قبل طرف ثالث، وغالبًا ما يكون المعلم المصحح، وأكدت أن التصحيح في امتحانات الثانوية العامة يتم يدويًا وليس إلكترونيًا، مما يزيد من احتمالية وجود أخطاء بشرية، مثل السهو عن أجزاء من الإجابة أو خطأ في جمع الدرجات، خاصة في حالة الإرهاق أو ضغط التصحيح على المعلمين.

وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن شعور الطالب بأن درجته لا تعكس مستواه الحقيقي يدفعه إلى التظلم، وهو أمر مشروع، وقد يؤدي بالفعل إلى اكتشاف أخطاء في التصحيح أو التجميع، وأكدت أن لجان التصحيح التي تراجع التظلمات تُشكل من أكثر من معلم لضمان الموضوعية، مشددة على ضرورة وضوح القواعد الخاصة بآلية التظلم، سواء أكانت تشمل إعادة التصحيح أم مجرد إعادة تجميع الدرجات.

وفي ختام حديثها، دعت الدكتورة حنان إلى أهمية توعية طلاب الصف الثالث الثانوي بمفهوم التظلمات منذ بداية العام الدراسي، موضحة أن فهم الطالب لحقوقه وإجراءات التظلم يسهم في تحقيق الشفافية ويُقلل من الإحساس بالظلم، كما شددت على أهمية توزيع الدرجات على ورقة الأسئلة بشكل واضح، ما يُمكّن الطالب من احتساب درجاته التقديرية بنفسه ويُعزز ثقته في العدالة التعليمية.


نقلاً عن : كشكول

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *