مفاوضات “صعبة” تجري على قدم وساق بين المسؤولين السعوديين والنجم العالمي كريستيانو رونالدو، في محاولة لإقناعه بتمديد مشواره في الدوري السعودي، بعد أيام فقط من تلميحه المثير بالرحيل.
واختتم رونالدو (39 عاماً) مشاركته مع النصر في الدوري السعودي بمنشور غامض على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين الماضي، مصحوباً بصورة له بقميص الفريق: «انتهى هذا الفصل. القصة؟ ما زالت تُكتب. أنا ممتن للجميع». هذه الكلمات القليلة، القادرة دوماً على إشعال التكهنات، فتحت باب التفسيرات على مصراعيه حول نهاية مبكرة لرحلته السعودية التي بدأت نهاية 2022 بصفقة مهولة تجاوزت قيمتها 200 مليون يورو (227 مليون دولار) لمدة عامين ونصف.
صندوق الاستثمارات العامة في قلب المعركة
وأكد مصدر داخل “صندوق الاستثمارات العامة” (PIF) – الذراع الاستثمارية السيادية السعودية المالكة لأندية “الهلال” و”النصر” و”الاتحاد” و”الأهلي” – لـ وكالة فرانس برس حقيقة المفاوضات بقوله: «هناك مفاوضات صعبة جارية لإقناع رونالدو بالبقاء واللعب في الدوري السعودي الموسم المقبل».
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الخيارات المطروحة أمام اللاعب البرتغالي لا تقتصر على البقاء في النصر، بل تشمل احتمالاً آخر مثيراً: «الخيار الأول (لرونالدو) هو الانتقال إلى الهلال مع فرصة للمشاركة في كأس العالم للأندية أو إلى بطل آسيا الأهلي».
الأهلي المصري.. منافس مفاجئ وورقة تاريخية
بالتوازي مع الجهد السعودي، برز اسم مفاجئ بقوة في معادلة رونالدو: النادي الأهلي المصري، وفق تقارير من مصادر دولية.
كشفت صحيفة “سبورت” الإسبانية أن الأهلي، “أنجح فريق في إفريقيا”، يعد “وجهة محتملة” رغم تراجع التكهنات سابقاً، واصفة إياه بـ “منصة كبيرة لكريستيانو لمواصلة المنافسة على أعلى مستوى”.
وأكدت قناة “CBSSports” الأمريكية (مقرها نيويورك): في تقرير مفصل أن النادي المصري، حامل الرقم القياسي في بطولات دوري أبطال أفريقيا (12 لقباً)، “أبدى اهتماماً بالتعاقد مع رونالدو” الذي يقترب من مغادرة النصر.
ورغم الإشارة إلى أن الأهلي لا يمتلك القوة المالية السعودية، إلا أن التقرير لفت إلى عامل محوري: “المكافآت المالية التي سيحصل عليها جراء مشاركته في كأس العالم للأندية ستمنحه فرصة المنافسة على صفقات لم يتمكن من الوصول إليها سابقاً”.
كأس العالم للأندية: الحلم والصراع الأسطوري
يبدو أن بطولة كأس العالم للأندية FIFA المقررة في الولايات المتحدة منتصف يونيو الحالي (2025) هي المحرك الخفي وراء تحركات رونالدو وأندية مثل الهلال والأهلي.
وتأهل الهلال السعودي تلقائياً كبطل الدوري المضيف (السعودية)، ويطمح لتعزيز صفوفه بصفة قياسية لخوض المنافسة، فيما تأهل الأهلي المصري حامل لقب دوري أبطال أفريقيا الأخير، ويبحث عن تعزيز تاريخي لمواجهة العملاق الأوروبي (مانشستر سيتي).
وتوقعت قناة “CBSSports” أن انتقال رونالدو للأهلي سيصنع حدثاً أسطورياً: “انضمام رونالدو إلى الأهلي سيمنح كأس العالم للأندية انطلاقة مثيرة متمثلة في مواجهة ستكون الأخيرة بين رونالدو وميسي (مع إنتر ميامي)، وهو حدث لا يُقدّر بثمن”، في إشارة إلى الصراع التاريخي بين قطبي الكرة الحديثة.
ضغط الوقت وقرارات إنفانتينو
تكتسب المفاوضات طابعاً طارئاً بسبب نافذة انتقالات استثنائية فتحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خصيصاً للفرق المتأهلة لكأس العالم للأندية (32 فريقاً)، وهذه النافذة تفتح من 1 إلى 10 يونيو فقط، مما يضع جميع الأطراف تحت ضغط زمني هائل للتوصل إلى اتفاقيات. وأضاف لمسة أخرى من التعقيد، تصريحات رئيس الفيفا جاني إنفانتينو الأسبوع الماضي حول “مناقشات جارية” تخص مشاركة رونالدو في البطولة مع نادٍ جديد، وهو ما قد يتطلب تسريع أي انتقال محتمل.
رونالدو.. قاطرة غيّرت وجه الدوري السعودي
في خضم التركيز على المستقبل، لا يمكن إغفال الأثر الهائل الذي تركه رونالدو خلال عامين ونصف في السعودية، والذي وصفه المصدر في صندوق الاستثمارات العامة لـ فرانس برس بأنه “لعب عاملاً أساسياً في تطور الدوري السعودي خلال آخر عامين ونصف العام”، مضيفاً: “إنه يفتح الباب أمام اللاعبين النخبة والشباب للقدوم إلى السعودية”. هذه الشهادة تؤكد ما رأيناه عملياً بقدوم موجة من نجوم العالم مثل بنزيمة، كانطيه، نيمار، فيرمن، وهيندرسون، مدفوعين جزئياً بمسيرة رونالدو الناجحة والمؤثرة.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق