يُعَدُّ الحج من أعظم الشعائر الإسلامية، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام التي فرضها الله على المسلمين القادرين، حيث يجتمع المسلمون من شتى بقاع الأرض في رحلة إيمانية عظيمة تتجسد فيها معاني التوحيد والمساواة.
طبقا لـ تحيا مصر ، يتم الحج في أيام محددة من شهر ذي الحجة، ويتضمن مناسك وروحانيات تعبّدية تُذكّر المسلم بتجرده عن الدنيا وتقربه إلى الله.
ويعد الحج فرصة لتجديد العهد مع الله، ومغفرة الذنوب، وتعزيز روح الأخوة بين المسلمين، حيث يقفون في صعيد واحد بلباس الإحرام، لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.
اليوم الثامن من ذي الحجة – يوم التروية
يبدأ الحجاج مناسكهم في يوم التروية، إذ يتوجه المفرد والقارن إلى منى منذ الصباح، بينما يحرم المتمتع بالحج قبل الانطلاق بعد أن أدى العمرة وتحلل منها. يُستحب للحاج الاغتسال قبل ارتداء ملابس الإحرام، ثم الإكثار من التلبية.
يؤدي الحجاج في منى صلواتهم الخمس من الظهر إلى الفجر، قصرًا دون جمع، ويبيتون هناك اقتداءً بالسنة النبوية. لكن بعض حملات الحج المصرية تنظم رحلات مباشرة إلى عرفة دون المبيت بمنى، وهو أمر جائز نظرًا لكون المبيت سنة وليس فرضًا.
اليوم التاسع من ذي الحجة – يوم عرفة
مع شروق الشمس، يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، مع ضرورة التأكد من التواجد داخل حدوده، إذ يُعد الوقوف بعرفة الركن الأساسي للحج. يصلي الحاج الظهر والعصر جمع تقديم وقصرًا، ثم ينشغل بالدعاء والذكر حتى الغروب. يمتد وقت الوقوف بعرفة حتى طلوع الفجر، ومن أدرك جزءًا من الليل هناك فقد أتم الركن الأهم في الحج.
المبيت بمزدلفة
بعد مغيب الشمس، يغادر الحجاج إلى مزدلفة حيث يصلون المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ثم يمكثون فيها حتى الفجر للدعاء والذكر. هناك رخصة للمرضى وكبار السن بالمغادرة بعد منتصف الليل لرمي جمرة العقبة.
اليوم العاشر من ذي الحجة – يوم النحر
يشمل هذا اليوم عدة أعمال جوهرية للحج، تبدأ برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، مع التكبير عند كل حصاة. ثم يأتي ذبح الهدي، وهو واجب على المتمتع والقارن، قبل أن يقوم الرجال بحلق رؤوسهم أو تقصيرها، بينما تقص النساء جزءًا صغيرًا من شعرهن.
يؤدي الحجاج بعد ذلك طواف الإفاضة حول الكعبة، ثم يسعون بين الصفا والمروة، وهو من أركان الحج الأساسية. وبإتمام ركنين من ثلاثة – الرمي، الحلق، والطواف – يتحلل الحاج تحللًا أصغر، مما يتيح له ارتداء الملابس العادية دون الاقتراب من النساء، بينما يكتمل التحلل الأكبر بعد إتمام الأعمال الثلاثة.
أيام التشريق – الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة
يبيت الحجاج في منى خلال أيام التشريق، ويؤدون رمي الجمرات الثلاث يوميًا، ابتداءً بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، فالكبرى، مع الدعاء بين الأولى والثانية. يمكن للحاج التعجل بالمغادرة بعد اليوم الثاني عشر، لكن الأفضلية للبقاء حتى اليوم الثالث عشر اتباعًا للسنة.
ختام المناسك – طواف الوداع
عند الاستعداد لمغادرة مكة، يؤدي الحاج طواف الوداع كآخر العهد بالبيت الحرام، ليعود إلى دياره وقد أتم ركن الإسلام الخامس بكل يسر وسهولة.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق