منظومة الهلال في خطر.. كيف عطّل نونيز أبرز نقاط قوة الزعيم؟

في أمسية كروية باهتة، سقط الهلال في فخ التعادل الإيجابي أمام القادسية بنتيجة “2-2″، في مباراة كشفت عن عيوب تكتيكية واضحة في منظومة الفريق الذي كان يُضرب به المثل في التجانس والفاعلية.
تعادلٌ بطعم الهزيمة لم يفقد “الزعيم” نقطتين في سباق الدوري فحسب، بل دق ناقوس الخطر حول مستقبل هوية الفريق الهجومية في ظل وجود المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز، الذي بدا كجسم غريب يعطل “الآلة الزرقاء” بدلًا من أن يكون حافزها.
تحليل تكتيكي: صدام الأساليب
لطالما عُرف الهلال بأسلوبه الذي يعتمد بشكل أساسي على قوة أجنحته الطائرة، فمن سالم الدوسري يسارًا إلى مالكوم يمينًا، تُنسج خيوط اللعب عبر انطلاقات سريعة وعرضيات متقنة تمثل المصدر الرئيسي للخطورة.
هذه المنظومة كانت تتطلب مهاجمًا قادرًا على التعامل مع الكرات الهوائية، يتمتع بحس تهديفي عالٍ داخل منطقة الجزاء، ويجيد التحرك بين المدافعين لاستقبال هذه العرضيات.
لكن داروين نونيز هو نقيض هذا المهاجم تمامًا، الأوروغوياني ليس مهاجم صندوق كلاسيكيًّا، بل هو مهاجم “مساحات” من الطراز الرفيع. تكمن أبرز نقاط قوته في سرعته وقدرته على الانطلاق في ظهر المدافعين لاستقبال الكرات البينية السريعة على الأرض، هو لاعب يحتاج إلى صانع ألعاب يمتلك رؤية ثاقبة لتمرير كرات تضرب خطوط الدفاع، وليس إلى جناح يرفع رأسه لإرسال عرضية متقنة.
هذا التضارب التكتيكي جعل الهلال يلعب فعليًّا بأسلوبين مختلفين في آن واحد؛ الأجنحة تقوم بما تجيده وتواصل إرسال العرضيات التي لا تجد من يستغلها، ونونيز يتحرك في مساحات لا تصل إليها الكرة؛ ما أدى إلى عزله تمامًا عن منظومة اللعب، وتعطيل أبرز نقاط قوة الفريق التي كانت سببًا في هيمنته لسنوات.
الخطأ في الاختيار أم في اللاعب؟
وهنا يطرح السؤال الأهم: هل العيب في نونيز الذي لم يتأقلم، أو في الإدارة الفنية التي تعاقدت مع لاعب لا يتناسب مطلقًا مع هوية الفريق؟ من الظلم تحميل اللاعب وحده المسؤولية، فهو يقدم الأسلوب ذاته الذي جعله نجمًا في ليفربول وبنفيكا.
الخطأ الأكبر يقع على عاتق من اتخذ قرار التعاقد دون دراسة وافية لملف اللاعب ومدى توافقه مع الخطة التكتيكية للفريق.
والسؤال الأكثر إلحاحًا الآن، هل يُجبر الهلال على تغيير جلده وتغيير إستراتيجيته التي صنعت أمجاده من أجل لاعب واحد لم يُثبت نفسه بعد؟ إن تغيير طريقة لعب الفريق بأكمله لتناسب فردًا واحدًا يعد مخاطرة كبرى، وقد يتسبب في فقدان الفريق لهويته وتوازنه الذي بناه على مدار سنوات.
إن حالة نونيز تعيد إلى الأذهان الفشل في حسم صفقات، مثل: فيكتور أوسيمين وأديمولا لوكمان. كان هذان اللاعبان يمثلان امتدادًا طبيعيًّا لأسلوب الهلال، فهما يمتلكان القدرة على اللعب داخل الصندوق والتعامل مع العرضيات.
فلماذا تم التخلي عن هذا التوجه والذهاب إلى خيار مختلف تمامًا في خصائصه؟ كان من الأجدى إما التعاقد مع لاعب بالمواصفات ذاتها أو صرف النظر عن تدعيم هذا المركز مؤقتًا، بدلًا من إحداث هذا الصدام التكتيكي الذي يهدد منظومة “الزعيم” بأكملها.
نقلاً عن: إرم نيوز