تحدث متلازمة كوشينج عندما يكون الجسم لديه الكثير من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، يمكن أن يسبب زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري، وفى هذا التقرير نتعرف على أعراضها وأسبابها وعلاجاتها، بحسب موقع تايمز ناو.
ما الكورتيزول بالضبط، ولماذا هو مهم؟
الهرمونات هي الرسل الكيميائية للجسم، التي تنتقل عبر مجرى الدم لتنظيم الوظائف الأساسية. ومن بينها، يلعب الكورتيزول، الذي تنتجه الغدد الكظرية (الغدد الصغيرة الموجودة فوق الكلى)، دورًا حاسمًا في التحكم في ضغط الدم، وسكر الدم، واستقلاب الطاقة، والالتهابات.
تنظم الغدة النخامية، الموجودة في قاعدة الدماغ، الكورتيزول من خلال هرمون آخر يسمى هرمون قشر الكظر (ACTH).
غالبًا ما يشار إلى هرمون الكورتيزول باسم “هرمون التوتر”، حيث يرتفع مستواه عندما نتعرض للتوتر. ومع ذلك، عندما تظل مستوياته مرتفعة لفترة طويلة جدًا، فقد يؤدي ذلك إلى متلازمة كوشينج، وهو اضطراب تم تحديده لأول مرة في عام 1912 من قبل الدكتور هارفي كوشينج.
أسباب متلازمة كوشينج
متلازمة كوشينج تحدث عندما يتعرض الجسم لكمية زائدة من الكورتيزول، ويمكن أن يحدث ذلك بطريقتين:
1. متلازمة كوشينج الخارجية: هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا وينتج عن الاستخدام المطول للأدوية الستيرويدية (مثل بريدنيزون) لعلاج حالات مثل الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، أو لمنع رفض عملية الزرع. نظرًا لأن الستيرويدات تحاكي الكورتيزول، فإن الاستخدام طويل الأمد يمكن أن يعطل توازن الهرمونات في الجسم.
2. متلازمة كوشينج الداخلية: تحدث عندما ينتج الجسم كمية زائدة من الكورتيزول بسبب ورم في الغدة النخامية أو الغدد الكظرية أو أعضاء أخرى (الرئتين والبنكرياس والغدة الزعترية). ورغم ندرتها – إذ تصيب حوالي 10 إلى 15 شخصًا لكل مليون شخص سنويًا – إلا أنها أكثر شيوعًا بين النساء في سن 20 إلى 50 عامًا. وعندما تحدث بسبب ورم في الغدة النخامية، فإنها تسمى على وجه التحديد مرض كوشينغ.
الأعراض: كيفية التعرف على علامات متلازمة كوشينج
يؤثر الكورتيزول الزائد على العديد من الأعضاء، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض. وهذا يشمل:
– زيادة الوزن حول البطن (السمنة المركزية)
– وجه مستدير ومنتفخ (وجه القمر)
– الشعر الزائد في الوجه والجسم (الشعرانية)
– تراكم الدهون في الجزء العلوي من الظهر
– أذرع وأرجل رفيعة
– علامات تمدد حمراء داكنة أرجوانية على الصدر والبطن
– التعب الشديد وضعف العضلات
– الاكتئاب أو القلق
– سهولة الإصابة بالكدمات مع الحد الأدنى من الصدمات
– عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء
– انخفاض الخصوبة أو انخفاض الرغبة الجنسية
– صعوبة النوم
ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري الذي تم تشخيصه حديثًا أو تفاقمه هي أيضًا علامات تحذيرية شائعة.
لماذا يتم تشخيص متلازمة كوشينج بشكل خطأ في كثير من الأحيان؟
في حين أن الحالات الشديدة من متلازمة كوشينج من السهل التعرف عليها، إلا أن الأشكال الأخف منها غالبًا ما يتم تجاهلها أو الخلط بينها وبين حالات مثل السمنة أو مرض السكري أو متلازمة تكيس المبايض (PCOS).
يتضمن تشخيص متلازمة كوشينج ما يلي:
1. قياس مستويات الكورتيزول في الدم أو البول أو اللعاب.
2. تحديد المصدر من خلال اختبار هرمون ACTH، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي/التصوير المقطعي المحوسب، والتقنيات المتقدمة مثل أخذ عينات من الجيب الصخري السفلي (IPSS) أو فحوصات الطب النووي.
خيارات العلاج: كيف يتم التعامل مع متلازمة كوتشينج؟ بمجرد التشخيص، يعتمد العلاج على السبب:
– في حالة استخدام أدوية الستيرويد يتم تقليل الجرعة تدريجيا تحت إشراف طبي.
– إذا كان السبب هو ورم، فإن الجراحة هي العلاج الأساسي. قد يحتاج بعض المرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من أورام الغدة النخامية، إلى تكرار الجراحة، أو الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما، أو تناول الأدوية للسيطرة على مستويات الكورتيزول.
هل يمكنك منع متلازمة كوشينج؟
ورغم أن الوقاية الكاملة ليست ممكنة دائمًا، هناك بعض الاستراتيجيات الرئيسية للحد من المخاطر:
– استخدم الستيرويدات بحذر – إذا وصفها الطبيب، تناول أقل جرعة فعالة لأقصر فترة زمنية. لا تتوقف عن تناولها فجأة دون استشارة الطبيب.
– الفحص الجيني للأشخاص المعرضين للخطر – إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بأورام الغدة النخامية أو الغدة الكظرية، فإن المراقبة المنتظمة يمكن أن تساعد في الكشف المبكر.
– حافظ على نمط حياة صحي – اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه الطازجة، وتناول كميات قليلة من الصوديوم، وكميات كافية من الكالسيوم، وفيتامين د، يمكن أن يساعد في إدارة التأثيرات الأيضية للكورتيزول الزائد.
– تجنب التبغ – يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من اختلال التوازن الهرموني والصحة العامة.
نقلاً عن : اليوم السابع
لا تعليق