«من شوارع سيدني إلى لندن».. المظاهرات تعصف بصورة إسرائيل في الغرب وتكشف تحولاً تاريخياً في الرأي العام


شهدت عدة مدن غربية خلال الأيام الأخيرة مظاهرات حاشدة للتضامن مع غزة، شارك فيها الآلاف من مختلف الأعمار والجنسيات، رافعين الأعلام الفلسطينية ومنددين بالهجمات الإسرائيلية على القطاع

سيدني: رسالة غضب من قلب أستراليا

وتأتي هذه التحركات الشعبية في وقت يتزايد فيه الجدل داخل أوروبا وأستراليا حول السياسات الرسمية الداعمة لإسرائيل، وسط مؤشرات واضحة على تحول المزاج الشعبي الغربي بشكل غير مسبوق.

في أستراليا، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع سيدني ومدن أخرى، رافعين لافتات كتب عليها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا قتل الأطفال”

وشدد المشاركون على رفضهم القاطع لموقف الحكومة الأسترالية المنحاز لإسرائيل، مؤكدين أن ما يحدث في غزة يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان

وبدورها قامت عدد من النقابات العمالية والطلابية أعلنوا دعمهم لهذه المظاهرات، وهو ما يعكس اتساع نطاق التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية داخل المجتمع الأسترالي.

النرويج: أصوات تضامن تتحدى السياسة الرسمية

وفي العاصمة النرويجية أوسلو، شهدت الساحات الرئيسية مظاهرات ضخمة دعا إليها ناشطون ومنظمات حقوقية.

المتظاهرون رفعوا شعارات تندد بالصمت الدولي وتدعو إلى محاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية.

اللافت أن بعض السياسيين النرويجيين شاركوا في هذه الاحتجاجات، في مؤشر على أن القضية الفلسطينية باتت تفرض نفسها على الأجندة الداخلية الأوروبية بقوة غير مسبوقة.

لندن: مشهد جماهيري ضاغط على الحكومة البريطانية

في العاصمة البريطانية لندن، غصت الشوارع بالمتظاهرين الذين هتفوا: “من النهر إلى البحر.. فلسطين ستتحرر”، في واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة لفلسطين خلال السنوات الأخيرة.

الشرطة البريطانية قدّرت أعداد المشاركين بعشرات الآلاف، ما وضع الحكومة تحت ضغط متزايد، خاصة مع تصاعد المطالب داخل البرلمان بضرورة إعادة النظر في الدعم غير المشروط لإسرائيل.

تحول المزاج الشعبي الغربي تجاه إسرائيل

المظاهرات التي اجتاحت عدة دول غربية لم تعد مجرد تعبير عن التعاطف الإنساني، بل أصبحت مؤشراً على تحول عميق في الموقف الشعبي الغربي تجاه إسرائيل.

فبعد عقود من الدعم غير المشروط، بدأت صورة إسرائيل تتصدع في الرأي العام الغربي، مع تزايد الأصوات التي ترى في سياساتها نوعاً من التمييز العنصري والاحتلال المستمر.

منظمات حقوق الإنسان الغربية لعبت دوراً محورياً في فضح الانتهاكات، حيث نشرت تقارير موثقة عن سقوط آلاف المدنيين، الأمر الذي عزز من وعي الشارع الغربي بخطورة الوضع الإنساني في غزة.

التداعيات: ضغط متصاعد على الحكومات الغربية

هذه الموجة المتصاعدة من الغضب الشعبي لا يمكن تجاهلها، إذ باتت تشكل ضغطاً سياسياً متزايداً على الحكومات الغربية التي تواجه اتهامات بالازدواجية في المعايير.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه المظاهرات، واتساع رقعتها، قد يدفع بعض الحكومات الغربية إلى إعادة حساباتها فيما يتعلق بدعم إسرائيل، وربما فتح الباب أمام مواقف أكثر توازناً في المستقبل.

غزة تعيد رسم خريطة الرأي العام العالمي

ما يجري اليوم في شوارع سيدني وأوسلو ولندن، ليس مجرد احتجاجات عابرة، بل هو انعكاس لتحول تاريخي في وعي الشعوب الغربية.

فالقضية الفلسطينية، التي ظلت لسنوات طويلة أسيرة الرواية الإسرائيلية في الإعلام الغربي، باتت اليوم تحظى بتعاطف شعبي واسع يضع إسرائيل في مواجهة أزمة صورة غير مسبوقة. 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف