مواجهة محتملة مع ترامب في زيارة محفوفة بالمخاطر

في أجواء سياسية مشحونة، يستعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس للقاء مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، في البيت الأبيض. 
الزيارة، التي وصفتها مجلة بوليتيكو بأنها محفوفة بالمخاطر ومحورية، تأتي في ظل توتر متراكم وسجال سابق بين الطرفين حول قضايا استراتيجية كبرى، وسط ترقب أوروبي لمآلات الحوار بين اثنين من أكثر الزعماء جدلاً في الغرب.

عداء قديم.. وتحفّظ جديد

العلاقات بين ترامب وألمانيا لم تكن يوماً سهلة، فالرئيس الأميركي وصف الألمان سابقاً بأنهم “سيئون جداً”، بسبب الفائض التجاري الكبير الذي تحققه برلين مع واشنطن، ووجه انتقادات متكررة لدورها داخل حلف “الناتو”. 
وتزداد حساسية الموقف في ظل تصريحات سابقة لميرتس، دعا فيها إلى استقلالية أوروبا عن الولايات المتحدة، وهو ما قد يثير حفيظة ترمب خلال اللقاء.

ملفات ثقيلة على الطاولة

يتوقع مراقبون أن تشمل المحادثات بين ترامب وميرتس ملفات متفجرة، مثل صادرات السيارات الألمانية، ومستوى التزام ألمانيا تجاه الدفاع في حلف الناتو، إضافة إلى دعمها لأوكرانيا. 
كما يضاف إلى ذلك موقف ترامب المتعاطف مع البديل من أجل ألمانيا، الحزب اليميني المتشدد والمعارض للهجرة، والذي يمثل مصدر قلق دائم لبرلين.

تقارب خلف الكواليس؟

رغم التحفظات، تشير تقارير بوليتيكو إلى أن علاقة شخصية إيجابية بدأت تتشكل بين الزعيمين. فقد تبادلا اتصالات هاتفية في الفترة الماضية، كما حاول ميرتس كسب ود ترامب بدعوته إلى زيارة مسقط رأس جده في ألمانيا. 
وذكر ميرتس أن محادثته الأولى مع ترامب كانت “جيدة”، وشملت أحاديث ودية عن البابا ومدينة شيكاغو.

المخاوف لا تزال قائمة

ورغم مؤشرات التقارب، لم تخفِ برلين قلقها من ديناميكية البيت الأبيض المتقلبة. 
كما حذرت المجلة من سيناريو محتمل مشابه لما تعرض له قادة أوكرانيا وجنوب إفريقيا سابقاً، من مفاجآت إعلامية أو تصعيد سياسي غير متوقع من ترامب.

توازن حساس

زيارة ميرتس تكتسب أهمية مضاعفة في ظل سعي أوروبا لنزع فتيل التوتر التجاري مع واشنطن، خصوصاً في ملف السيارات، وفي وقت تشهد فيه العلاقات الأطلسية مرحلة إعادة تعريف. 
وبدعوة ميرتس للإقامة في بلير هاوس، بدا أن البيت الأبيض يسعى لطمأنة الضيف الألماني، لكن الجميع يدرك أن كل شيء يبقى قابلاً للانق..لاب في لحظة واحدة على طاولة ترامب.