أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما أسماه “إسرائيل الكبرى” عاصفة من الغضب والرفض داخل الأوساط السياسية المصرية، إذ اعتُبرت بمثابة إعلان نوايا استعماري يهدد الأمن الإقليمي والسلم الدولي، ويكشف مجددًا عن جوهر المشروع الصهيوني القائم على التوسع وابتلاع الأراضي.
عمرو حلمي: إعلان نوايا استعماري يهدد الأمن الدولي
أكد السفير عمرو حلمي، عضو مجلس الشيوخ، أن ما قاله نتنياهو لا يمكن أن يُنظر إليه كتصريح عابر، وإنما إعلان صريح عن رغبة في فرض واقع استعماري بالقوة، يقوّض أي مسار للسلام العادل.
وشدد حلمي على أن هذه الرؤية تمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كما تفضح طبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تُعد الأكثر تطرفًا، وتكشف نواياها في تكريس الاحتلال، ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، بل وارتكاب جرائم ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وأضاف أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية من قتل وتهجير وحصار يهدد حياة الملايين بالمجاعة، يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، محذرًا من أن السكوت على هذه الجرائم سيجعل العالم شريكًا في المسؤولية.
أحمد عبد المجيد: أوهام إسرائيل الكبرى ستتحطم أمام الشعوب
من جانبه، اعتبر النائب أحمد عبد المجيد، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن حديث نتنياهو يعكس عقلية استعمارية تجاوزها الزمن، مؤكّدًا أن الشعوب العربية أكثر وعيًا وصلابة في الدفاع عن حقوقها المشروعة.
وأشار عبد المجيد إلى أن أي محاولات للتوسع الإسرائيلي ستواجه برفض عربي ودولي، مضيفًا: “القانون الدولي يجرّم الاستيطان وضم الأراضي بالقوة، وأي مخطط جديد سيكون مصيره الفشل كما فشلت محاولات سابقة”.
ولفت إلى الموقف المصري الثابت في دعم القضية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات التهجير وتغيير الوضع القانوني للقدس، مؤكدًا أن السيادة العربية ستظل الحصن المنيع أمام أوهام نتنياهو.
حزب الجيل: تصريحات نتنياهو تكشف جوهر المشروع الصهيوني
في السياق ذاته، أصدر حزب الجيل الديمقراطي بيانًا وصف فيه تصريحات نتنياهو بأنها ليست زلة لسان بل تعبير صريح عن جوهر المشروع الصهيوني منذ هرتزل وحتى اليوم.
وحذّر البيان من أن هذا الإعلان جاء في توقيت يثير تساؤلات عن أهدافه، خاصة بعد موجات التطبيع والدعم الأمريكي غير المسبوق لحكومة الاحتلال.
وتساءل البيان: “هل يمتلك نتنياهو القدرة الفعلية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى؟ وإلى متى سيظل المجتمع الدولي صامتًا أمام هذا الاستخفاف بالقانون الدولي؟”
وأكد ناجي الشهابي، رئيس الحزب، أن ما قاله نتنياهو إنذار مباشر لكل العرب، داعيًا الدول العربية إلى مراجعة علاقاتها مع الاحتلال الذي لا يخفي أطماعه في أراضيها وسيادتها.
إرادة جيل: أحلام التوسع ستتحطم على صخرة الإرادة العربية
بدوره، عبّر النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، عن رفضه التام لهذه التصريحات التي وصفها بـ”المستفزة والخطيرة”، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى تكريس الاستيطان داخل فلسطين، بل تُعلن بوضوح أطماعها في أراضٍ عربية أخرى.
وأكد مطر أن هذه التصريحات تنسف أي فرص لتحقيق السلام العادل، وتحمل في طياتها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي.
وطالب رئيس حزب إرادة جيل بضرورة وجود موقف عربي موحّد وتحرك دولي فاعل لمواجهة هذه السياسات الاستعمارية، محذّرًا من أن استمرار الصمت الدولي سيجعل المنطقة بأكملها عرضة لمزيد من التوتر والانفجار.
تصريحات نتنياهو الأخيرة أعادت إلى الواجهة أخطر ما في المشروع الصهيوني من أطماع توسعية، وفتحت الباب أمام تحذيرات واسعة من انزلاق المنطقة نحو مزيد من الصراع. وفي وقت تتزايد فيه الإدانات العربية، يرى مراقبون أن الرهان الحقيقي يظل على وحدة الصف العربي، وتفعيل أدوات القانون الدولي، والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، في مواجهة ما وصفه سياسيون مصريون بأنه “أخطر تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين في العصر الحديث
نقلاً عن : تحيا مصر
- رابط حجز شقق الإسكان المتوسط 2025 - 16 أغسطس، 2025
- هناك فريق بقوم بعمل محددات تقسيم وحدات الإيجار القديم - 16 أغسطس، 2025
- اجتماع بـ تعليم أسيوط لمتابعة خطة تدريب معلمى اللغة العربية على المناهج المطورة - 16 أغسطس، 2025
لا تعليق