
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف شواهد أثرية مذهلة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، تشير إلى وجود ميناء قديم يعود للعصر البطلمي، ضمن أعمال المسح الأثري في سواحل مدينة الإسكندرية.
وأوضحت الوزارة أن الميناء المكتشف كان مرتبطًا بمعبد “تابوزيريس مجنا”، ويتصل مباشرة بالبحر المتوسط، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في التخطيط المعماري والملاحي لتلك الحقبة.
وجاء هذا الاكتشاف بالتعاون مع البعثة الأثرية الدومينيكانية، وإدارة المساحة البحرية التابعة للقوات البحرية المصرية، بالإضافة إلى الإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار.
وأظهرت نتائج المسح أن خط الساحل القديم كان يبعد نحو أربعة كيلومترات عن الساحل الحالي، وأن الموقع احتوى على ميناء داخلي محاط بشعاب مرجانية، مع مراسي حجرية ومعدنية بأحجام مختلفة، إلى جانب كميات كبيرة من “الأمفورات” وهي أوعية فخارية كبيرة الحجم كانت تستخدم في التجارة خلال العصر البطلمي.
كما كشف الغوص عن امتداد نفق أثري يربط بين معبد “تابوزيريس مجنا” والبحر المتوسط حتى منطقة “سلام 5″، فقد عُثر على شواهد تؤكد وجود نشاط بحري منتظم ومخطط في تلك المنطقة.
وفي تعليق له، أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن هذا الاكتشاف يعكس العمق التاريخي لمصر القديمة ويبرهن على أن سواحلها كانت مراكز استراتيجية للتبادل التجاري والثقافي منذ آلاف السنين، مشددًا على استمرار دعم الوزارة للمشروعات البحثية للكشف عن كنوز مصر الغارقة.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يُعد إضافة نوعية للآثار البحرية المصرية، ويُسهم في توسيع فهمنا للبنية الاقتصادية والدينية في العصر البطلمي، ويبرز الدور الريادي لمصر في النشاط البحري منذ القدم.
وتشهد مصر في 2025 طفرة غير مسبوقة في الاكتشافات الأثرية، فقد بلغ إجمالي المكتشفات في النصف الأول من العام 16 كشفًا أثرياً تنتمي لعصور مختلفة في تسع محافظات، تتصدرها الأقصر بـ7 اكتشافات، وفق بيانات وزارة السياحة والآثار.
نقلاً عن: إرم نيوز