ميناء نفط رئيسي في الصين يقيد أسطول الظل مستهدفاً شحنات إيران

ميناء نفط رئيسي في الصين يقيد أسطول الظل مستهدفاً شحنات إيران

يعتزم عدد من مشغلي محطات الاستيراد في ميناء تشينغداو في الصين، الذي يتعامل مع نحو سُدس واردات البلاد من النفط الخام، فرض قيود جديدة على الناقلات القديمة، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تستهدف السفن التي تنقل النفط الخاضع للعقوبات من إيران، وغيرها من الموردين الحساسين.

تشمل التدابير منع رُسو الناقلات التي يبلغ عمرها 31 عاماً فأكثر، والسفن التي غيرت هوياتها لدى المنظمة البحرية الدولية (International Maritime Organization) أو لديها وثائق غير صالحة، بحسب إشعار اطلعت عليه “بلومبرغ”، أوضح أن الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من نوفمبر.

تأتي القيود بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مُشغلة محطة للنفط تقع في منطقة ميناء دونغ جياكاو في تشينغداو في أغسطس، بزعم استلامها نفطاً إيرانياً نُقل على متن سفينة فرضت عليها واشنطن عقوبات بالفعل. وأثار ذلك قلقاً من أن فرض عقوبات أكثر صرامة قد يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في واردات الصين من الخام. وقد اعترض دبلوماسيون من بكين على هذه العقوبات.

تقييم مخاطر ناقلات النفط

حمل الإشعار الجديد توقيعات أربعة مشغلين في ميناء هوانغداو، الذي يشكل جزءاً من ميناء تشينغداو الضخم، من بينهم “تشينغداو شيهوا كرود أويل ترمينال” (Qingdao Shihua Crude Oil Terminal)، التي تتشارك في ملكيتها هيئة ميناء تشينغداو ووحدة تابعة لـ”سينوبك غروب”. وبمجرد رفض مشغلي الميناء، لا يُسمح للسفينة بالرُسو في المنطقة لمدة عام واحد، وفقاً للإشعار.

لم ترد “تشينغداو بورت إنترناشيونال” و”سينوبك غروب” على الفور على استفسارات أُرسلت عبر البريد الإلكتروني.

كما ستخضع السفن الأخرى التي ترسو في الميناء في مقاطعة شاندونغ لنظام نقاط يُقيّم السفن وفقاً لحجم المخاطر، بناءً على عوامل مثل عمر السفينة والتأمين ضد المسؤولية عن التلوث. وقد تُمنع السفن منخفضة النقاط من الرُسو في الميناء أيضاً.

واردات الصين من النفط الإيراني

يُعتبر ميناء تشينغداو الأوسع نطاقاً مركزاً كبيراً لواردات النفط الإيراني إلى الصين، إذ تلقى نحو 300 ألف برميل يومياً من النفط الخام القادم من الدولة الشرق أوسطية منذ بداية العام، وفقاً لشركة “كيبلر” (Kpler) لتحليل البيانات. وهذا رغم أن البيانات الرسمية تظهر عدم وجود أي واردات نفط من إيران منذ منتصف 2022.

ترى إيما لي، كبيرة محللي السوق لدى “فورتيكسا” (Vortexa)، أنه يُتوقع أن يكون للقيود الجديدة أثر محدود على إجمالي واردات الصين من هذا النفط الحساس.

وقالت لي إن “ميناء تشينغداو يخسر حصة سوقية في واردات الخام في شاندونغ، إذ تراجعت من أكثر من 40% في 2020 إلى نحو 20% منذ 2024، مع توسعة الموانئ المجاورة مراسي ناقلات النفط العملاقة خلال السنوات الماضية. كما أن دوره في التعامل مع الناقلات مرتفعة المخاطر صغير نسبياً مقارنةً بموانئ شاندونغ الأخرى”.

في العادة، يتخذ النفط المحُمل من موانئ إيران مساره من الخليج العربي إلى المياه قبالة سواحل ماليزيا أو إلى منطقة نقل شحنات أخرى، حيث يُنقل من سفينة إلى أخرى في البحر. وغالباً ما تستخدم الناقلات الخاضعة لعقوبات أميركية خلال الرحلة من الخليج إلى ماليزيا، قبل نقل الخام إلى ما يُعرف باسم “أسطول الظل” ليبحر صوب وجهته النهائية.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف