نجاح لا يقدر بثمن.. المنتخب السعودي يتفادى 5 كوارث بالتأهل لكأس العالم

قد يبدو التعادل السلبي على أرضك في مباراة حاسمة أمرا محبطا للبعض، لكن ما حققه المنتخب السعودي بتعادله مع العراق وتأهله الرسمي لكأس العالم 2026 هو أبعد ما يكون عن مجرد نتيجة.
إنه نجاح “لا يقدر بثمن”؛ لأنه لم يكن مجرد تأهل، بل كان بمثابة “طوق نجاة” أنقذ الكرة السعودية من خمس كوارث حقيقية كانت ستنفجر لو أن “الأخضر” فشل في حسم بطاقة العبور المباشرة.
تفادي “العار العربي”
أول وأهم كارثة تم تجنبها هي “العار العربي”، ففي نسخة ستكون تاريخية للمشاركة العربية، كان من غير المعقول والمخجل أن تغيب السعودية، إحدى أكبر القوى الكروية في المنطقة وصاحبة المشروع الرياضي الأضخم، عن هذا العرس العالمي، غياب “الأخضر” عن مونديال يضم هذا العدد من الأشقاء العرب كان سيمثل “فضيحة” حقيقية وإهانة لمكانة الكرة السعودية.
تجنب “جحيم الملحق”
الكارثة الثانية التي نجا منها المنتخب هي “جحيم الملحق العالمي”، مع زيادة عدد مقاعد قارة آسيا في النظام الجديد، أصبح التأهل المباشر هو “الحد الأدنى” المقبول لمنتخب بحجم السعودية. السقوط في فخ الملحق كان سيعتبر فشلا ذريعا وإهانة، وسيدخل الفريق في دوامة من المباريات المعقدة والمحفوفة بالمخاطر ضد منتخبات من قارات أخرى. التأهل المباشر أنقذ الفريق من هذا السيناريو الكارثي وحافظ على هيبة “الأخضر” كأحد كبار القارة.
حماية “مشروع القرن” الكروي
كان الفشل في التأهل سيوجه ضربة قاصمة لمصداقية المشروع الأضخم في تاريخ الكرة السعودية، دوري روشن للمحترفين، كيف يمكن للعالم أن يأخذ على محمل الجد دوريا يستقطب كبار نجوم العالم بمليارات الريالات، بينما منتخبه الوطني يعجز عن الوصول لكأس العالم؟ كان الفشل سيتحول إلى “نكتة عالمية” ويغذي السرديات السلبية حول المشروع، التأهل المباشر كان بمثابة “شهادة جودة” ضرورية لهذا المشروع، ليؤكد أن تأثيره بدأ ينعكس إيجابا على الكرة السعودية بأكملها.
تأكيد جدارة “مستضيف 2034”
بصفتها الدولة التي ستستضيف العالم في مونديال 2034، كان غياب السعودية عن نسخة 2026 سيضعها في موقف “محرج للغاية”.
كان الفشل سيفتح الباب أمام التشكيك في جدارة السعودية الكروية، ويقدم صورة لدولة قوية اقتصاديا لكنها ضعيفة فنيا على أرض الملعب. أما التأهل فهو يعزز صورة السعودية كقوة كروية ثابتة ومستمرة، ويؤكد للعالم أنها لم تفز بالاستضافة لمجرد قدرتها التنظيمية والمالية، بل لأنها تملك منتخبا “يليق” بالمشاركة في الحدث الذي ستنظمه.
المسمار الأخير
أخيرا، هذا التأهل هو بمثابة “الفرصة الذهبية” الأخيرة لجيل كبير من اللاعبين ليكللوا مسيرتهم بإنجاز تاريخي جديد في كأس العالم. لو فشل الفريق في التأهل، لكان ذلك بمثابة إعلان “نهاية” جيل 2022 بشكل مأساوي ومحبط، الآن، يملك هذا الجيل فرصة لتقديم مونديال أخير يليق بهم في أكبر محفل عالمي.
في النهاية، لم تكن مباراة العراق مجرد 90 دقيقة، بل كانت بوابة إما للمجد أو للجحيم. وباقتناص بطاقة التأهل، لم يضمن المنتخب السعودي مكانه في المونديال فحسب، بل أنقذ سمعته، وحافظ على استقراره، ومنح جيلا تاريخيا فرصة أخيرة لكتابة فصل جديد من المجد.
نقلاً عن: إرم نيوز