نزوح مئات الأسر من بارا مع احتدام المعارك.. صراع السودان يتجه نحو تصعيد خطير


تتسارع وتيرة الأحداث الأمنية في السودان، مع تسجيل موجة نزوح جديدة في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، جراء تجدد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة. 
وفيما يحاول الجيش بسط سيطرته على المنطقة الاستراتيجية، تتسع دائرة النزوح والانهيار الإنساني في السودان.

700 أسرة نازحة خلال أيام

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، يوم الخميس، أن نحو 700 أسرة سودانية نزحت من مدينة بارا بولاية شمال كردفان خلال الفترة الممتدة من يوم الجمعة وحتى الأربعاء، بسبب التدهور الخطير في الأوضاع الأمنية نتيجة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفاد بيان المنظمة بأن النازحين توزعوا على مناطق في ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم، مشيرة إلى أن الوضع لا يزال متوتراً وخطيراً، مع غياب أي مؤشرات واضحة على توقف القتال.

بارا.. معقل استراتيجي تحت النيران

تشهد مدينة بارا في السودان منذ أيام معارك ضارية بين الطرفين، إذ تحاول القوات المسلحة السودانية استعادة المدينة التي تُعد أحد أبرز معاقل قوات الدعم السريع في شمال كردفان.
وتكمن أهمية بارا في موقعها الجغرافي الحيوي، حيث تربط بين إقليم دارفور غرباً والعاصمة الخرطوم، مروراً بإقليم كردفان، ما يجعلها نقطة استراتيجية لأي طرف يسعى للسيطرة على مسار الإمدادات والتنقلات العسكرية.

تقلص سيطرة الدعم السريع

وتأتي المعارك في بارا في وقت بدأ فيه الجيش السوداني يحقق تقدماً ملحوظاً على الأرض، إذ انخفضت المساحات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب تقديرات ميدانية، فإن الدعم السريع لم تعد تسيطر سوى على أجزاء محدودة في ولايات شمال وغرب كردفان، إضافة إلى جيوب متفرقة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأربع ولايات من إقليم دارفور الخمس.

كارثة إنسانية متفاقمة في السودان

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، أسفرت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفق تقارير الأمم المتحدة، فيما تشير تقديرات أكاديمية أميركية إلى أن العدد قد يكون أعلى من 130 ألف قتيل.
كما تسببت الحرب في نزوح ولجوء نحو 15 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ البلاد الحديث.

تحذير من تفاقم الأوضاع

وتحذر منظمات إغاثة وإنسانية من أن استمرار القتال في بارا ومحيطها ينذر بانفجار جديد للأزمة الإنسانية، لا سيما أن المدينة أصبحت غير آمنة للسكان المدنيين، والجهات الإغاثية تواجه صعوبة في الوصول للمتضررين.
وفي ظل غياب اتفاق سياسي أو وقف لإطلاق النار، يبدو أن الأوضاع في شمال كردفان، وربما في عموم السودان، تتجه إلى مزيد من التعقيد والتصعيد.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *