نظام “لافندر” للذكاء الاصطناعي ومستقبل الشرق الاوسط


مع قرب الإعلان عن وصول اتفاق نهائي لنهاية الحرب فى قطاع غزة الفلسطيني طبقا للتقارير الاخبارية الاخيرة بعد أحداث وحرب استمرت قرابة العامان شهدت الالاف من العمليات العسكرية واستخدام كل الامكانيات من قوات عسكرية بشرية والاليات التكنولوجية الحديثة فى مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي.

حيث لعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً ومحورياً فى الحرب داخل قطاع غزة وفى الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان وحربها مع حزب الله والاستهدافات الاخيرة بين اسرائيل وايران والحوثين فى اليمن.

ومن هذه التقنيات التى تم استخدامها خلال هذه الحرب هو نظام “لافندر” للذكاء الاصطناعي حيث أستخدمت اسرائيل هذا النظام عبر برنامج يقوم بتحليل البيانات بشكل سريع من 15 – 25 ثانية ويحدد الاهدف ويتخذ القرارات .

ونقلت وسائل اعلام عبر مجلة “972+” الإسرائيلية عن قائد الوحدة 8200 العميد يوسي شارئيل قوله إن نظام “لافندر” يحل محل البشر في تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرارات اللازمة للموافقة عليها” ، وأكد “يوسي” إلى أن برنامج “لافندر” حقق معدل دقة بنسبة 90%، وذلك ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الموافقة على استخدامه من أجل التوصية بالأهداف المراد قصفها.

حيث يتميز “لافندر” أنه آلة قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة لتوليد آلاف الأهداف المحتملة للضربات العسكرية في الحرب.

ووفقا للتصريحات الاعلامية لبعض ضباط اسرائيليين، شاركوا بشكل مباشر في نظام الذكاء الاصطناعي أثناء الحرب على غزة، فإن “لافندر” كان له دور محوري في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، وخاصة في المراحل الأولى من الحرب حيث كان “لافندر” يحدد الاهداف المشتبه فيها والاشخاص المطلوبين ويتخذ القرار .

ويقول أحد ضباط الاسرائلين الذين استخدموا لافندر “كنت أخصص 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأجري العشرات منها يوميا  قائلاً “لم تكن لدي أي قيمة مضافة سوى أنني كنت أبصم بالموافقة. لقد وفر ذلك كثيرا من الوقت”.

فى المقابل أعلن المحللين العسكريين أن هناك خطورة كبيرة جدا من استخدام نظام الذكاء الاصطناعي “لافندر” حيث أن نسبة الخطأ فيه كبيرة باستهداف المدنيين فى الحرب ، حيث يعتمد النظام فى تحليل بياناته على بيانات يحصل عليها من الاستخبارات العسكرية امثال عنوان المستهدف ورقم الهاتف ويقوم البرنامج بتحليل البيانات والتتبع وتحديد المكان واستهداف الاشخاص بشكل عام وليس بتحديد دقيق للشخص المستهدف.

حيث تتمثل خطورة البرنامج فى عدم التفريق هل الهدف المطلب رجل او امرأة وهل موجود فى مكان عسكري او مكان مدني ؟ فيقوم البرنامج باتخاذ القرار مثلا باستهداف البيت ولا يميز هل البيت به اطفال او نساء او شيوخ ؟ وهل سؤثر ضرب المكان المستهدف على انهيار المبني بالكامل مثلا ؟ وغيرها من المخاطر ، فى المقابل تروج اسرائيل للبرنامج أنه نظام غير مسبوق فى تحديد الاهداف بدقة بعيداً عن المدنيين .

وبعد هناك خطورة من أنتشار اللافندر او غيرها من برامج الذكاء الاصطناعي التي تستخدم فى العلمليات العسكرية  فى الشرق الاوسط سواء استخدمتها اسرائيل أو تم بيعه واستخدمتها دولاً اخري فى منطقة الشرق الاوسط محل الصراعات حالياً ؟! لانه سيمثل خطورة على المدنيين بالتحديد غير الدقيق للاهداف وسيكون نسبة استهداف المدنين او الاطفال او النساء كبيرة تحت غطاء أن الذكاء الاصطناعي “لافند” هو من حدد الاهداف والمكان وتم استخدامه بشكل صحيح بعيداً عن التوجه البشري.

فى النهاية الذكاء الاصطناعي له مميزات وله خطورة وهو ما حذر منه الامين العام للامم المتحدة أن استخدام الذكاء الاصطناعي فى الحروب يهدد البشرية .

أخيراً نحن نعيش فى مراحل فارقة وحاسمة من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي اما نكون مستعدين لها أو سنندم كثيراً بعد فوات الاوان.

دكتور محمد كمال
باحث فى مجال الذكاء الاصطناعي 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *