نفط برنت يتخطى 70 دولاراً مسجلاً أكبر مكاسب أسبوعية منذ 3 أشهر

سجل سعر النفط أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسط تصاعد الضغوط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا مما يعقّد توقعات صادرات عضو “أوبك+”، فيما أضافت التداولات الخوارزمية زخماً إلى موجة الصعود.
صعد سعر مزيج برنت المرجعي العالمي لتتم تسويته فوق مستوى 70 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أواخر يوليو، مرتفعاً بنحو 5.2% هذا الأسبوع، في حين أغلق خام غرب تكساس الوسيط قرب مستوى 66 دولارا. وتبع سعر النفط الأسواق الأوسع صعوداً يوم الجمعة بدعم من بيانات اقتصادية أميركية أقوى من المتوقع، ما بدد المخاوف من تراجع وشيك في الطلب. كما تراجع الدولار، مما جعل السلع المسعرة به أكثر جاذبية.
تطورات جيوسياسية تدعم سعر النفط
تضاعفت مكاسب النفط بدعم من سلسلة تطورات جيوسياسية داعمة. فقد ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تركيا لوقف شراء النفط من روسيا، وقال إنه سيطلب من المجر القيام بالخطوة نفسها، كما انتقد في وقت سابق هذا الأسبوع أعضاء “الناتو” على شرائهم الوقود من منتج “أوبك+”.
تزامن ذلك مع تكثيف أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية للطاقة الروسية. وفي الأثناء، حذر دبلوماسيون أوروبيون الكرملين هذا الأسبوع من أن حلف شمال الأطلسي مستعد للرد بقوة كاملة على أي انتهاكات إضافية لمجاله الجوي، بما في ذلك إسقاط الطائرات الروسية، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المحادثات.
ترمب: على دول “الناتو” إسقاط الطائرات الروسية حال اختراقها لمجالها الجوي
قال روري جونستون، باحث أسواق النفط ومؤسس “كوموديتي كونتكست” (Commodity Context): “إنها سوق محفوفة بالمخاطر لفتح مراكز بيعية في الوقت الحالي، وتزداد خطورتها مع استمرار تراكم المراكز البيعية المضاربية المرتفعة في مجمل عقود الخام”.
تحول مستشاري تداول السلع لشراء النفط
في مؤشر آخر على تصاعد موجة التفاؤل، تحول مستشارو تداول السلع –الذين يميلون إلى تسريع تحركات الأسعار– إلى صافي شراء يوم الجمعة لأول مرة منذ أوائل أغسطس، بحسب بيانات “بريدجتون ريسرش غروب” (Bridgeton Research Group). وأصبحت هذه الصناديق في وضعية شرائية بنسبة 27% في عقود خام برنت، مُقارنةً بمراكز بيعية بلغت 27% قبل يوم واحد فقط، وفق “بريدجتون”. في حين استقر لم يشهد خام غرب تكساس الوسيط تغييراً، بحسب الشركة.
مكاسب هذا الأسبوع ستسهم في إخراج سعر النفط من نطاق التداول الضيق الذي ظل فيه منذ أوائل أغسطس، بينما يوازن المستثمرون بين فائض المعروض المتوقع وتزايد التوترات الجيوسياسية. ويتوقع محللون من بينهم وكالة الطاقة الدولية فائضاً في وقت لاحق من هذا العام، مدفوعاً بزيادة الإنتاج من “أوبك” وحلفائها، إضافة إلى منتجين من خارج المجموعة، خصوصاً في الأميركيتين.
من المتوقع أن تزداد الإمدادات العالمية مع استئناف صادرات إقليم كردستان العراق عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي بدءاً من يوم السبت. وبعد توقف دام أكثر من عامين، سيضيف استئناف الشحنات في البداية 230 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية، مع إمكانية ارتفاع الكمية إلى نصف مليون برميل يومياً في المستقبل.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج