هدنة في رمضان مقابل رهائن.. ما تفاصيل المقترح الأميركي لإسرائيل وحماس؟


أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل الأحد، أن إسرائيل وافقت على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، في محاولة جديدة للتهدئة وسط تصاعد التوترات في قطاع غزة. تأتي هذه المبادرة وسط تحركات دبلوماسية مكثفة بقيادة الولايات المتحدة، سعيًا لإنقاذ الاتفاق السابق وفتح الباب أمام مفاوضات جديدة يمكن أن تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد.

المقترح الأميركي، الذي قدمه المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، جاء نتيجة لعدم قدرة إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق شامل لوقف دائم لإطلاق النار، حيث خلص المبعوث الأميركي إلى أن مواقف الطرفين متباعدة للغاية في الوقت الحالي، ما يتطلب هدنة مؤقتة تمنح مساحة إضافية للمفاوضات.

تفاصيل الخطة الأميركية التي وافقت عليها إسرائيل

بموجب المقترح الأميركي، ستدخل الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ خلال شهر رمضان وحتى عيد الفصح اليهودي، الذي يصادف منتصف أبريل. تتضمن الخطة عدة مراحل، أبرزها إطلاق سراح نصف الرهائن (الأحياء والأموات) خلال اليوم الأول من سريان الهدنة، فيما سيتم الإفراج عن بقية الرهائن لاحقًا إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار.

وأكد مكتب نتنياهو في بيانه أن إسرائيل مستعدة للبدء في مفاوضات فورية حول تفاصيل الخطة الأميركية إذا أبدت حماس مرونة في موقفها، مشددًا على أن تل أبيب لا تزال ملتزمة بأهدافها الاستراتيجية في غزة، والتي تشمل تفكيك البنية العسكرية لحماس.
 

هل توافق حماس على المقترح الأميركي أم ترفض شروطه؟

في الوقت الذي سارعت فيه إسرائيل إلى إعلان موافقتها على الهدنة المؤقتة، لم يصدر حتى الآن رد رسمي واضح من حماس، التي طالما أصرت على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يكون دائمًا وغير مشروط.

وكانت حماس قد أكدت سابقًا أنها لن توافق على أي هدنة لا تشمل إنهاء العدوان الإسرائيلي بالكامل، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وبالنظر إلى هذه الشروط، يبدو أن الحركة قد تكون مترددة في قبول اتفاق هدنة مؤقتة دون ضمانات قوية، خاصة بعد تجارب سابقة مع إسرائيل التي شهدت إخلالًا ببنود اتفاقات وقف إطلاق النار.

الولايات المتحدة تسابق الزمن لمنع تجدد المواجهات

إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى استخدام هذا الاتفاق كوسيلة لمنع انهيار الهدنة بالكامل، إذ يدرك البيت الأبيض أن أي تجدد للقتال في غزة خلال شهر رمضان قد يؤدي إلى انفجار الوضع إقليميًا، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن تعمل بالتنسيق مع مصر وقطر للضغط على حماس لقبول الخطة، وإقناع إسرائيل بضرورة تقديم ضمانات بعدم استغلال الهدنة لإعادة تموضع قواتها استعدادًا لجولة قتال جديدة. لكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الجهود كافية لإقناع الأطراف المتصارعة بالدخول في عملية سياسية أوسع لإنهاء الأزمة.

الأمم المتحدة تحذر من “كارثة” إذا استؤنفت الحرب

في خضم هذه التحركات الدبلوماسية، حذرت الأمم المتحدة من أن أي تجدد للمواجهات في قطاع غزة سيكون كارثيًا، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يتسم بحساسية كبيرة، سواء من الناحية الدينية أو السياسية.

ووفقًا لمسؤولين أمميين، فإن غزة تعيش وضعًا إنسانيًا مأساويًا، حيث تواجه نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل السكنية. لذا، فإن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى انهيار الجهود الإنسانية، ويدفع المنطقة إلى جولة جديدة من العنف لا أحد يعلم مدى خطورتها.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *