هل تعيد واشنطن رسم خريطة الأمن الأوروبي؟

في تطور لافت في مسار الأزمة الأوكرانية، أعرب كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، عن تفهم الولايات المتحدة لمخاوف روسيا بشأن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقًا، معتبرًا هذه المخاوف “مشروعة”. 
هذا التصريح يعكس تحولًا في الموقف الأمريكي، ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمنية في أوروبا الشرقية.

مخاوف روسيا مشروعة:

في مقابلة مع شبكة “إيه.بي.سي نيوز”، أكد كيلوج أن الولايات المتحدة لا تدعم انضمام أوكرانيا إلى الناتو في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن هذا القرار يتطلب إجماعًا من جميع الدول الأعضاء في الحلف.

وأضاف أن روسيا لا تقلق فقط بشأن أوكرانيا، بل تشمل مخاوفها دولًا أخرى مثل جورجيا ومولدوفا.

محادثات السلام المرتقبة:

أعلن كيلوج أن محادثات السلام المقبلة ستسعى إلى دمج مقترحات أوكرانيا وروسيا في وثيقة واحدة، مع مشاركة مستشاري الأمن القومي من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. 
ومن المقرر عقد هذه المحادثات في إسطنبول، حيث أبدت تركيا استعدادها لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات.

موقف ترامب من بوتين:

أعرب كيلوج عن إحباط الرئيس ترامب من تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية. 
وأشار إلى أن ترامب منح بوتين مهلة أسبوعين لإظهار التزامه بإنهاء الحرب، محذرًا من أن استمرار العدوان سيؤدي إلى رد أمريكي مختلف.

ردود فعل أوكرانية:

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالتلاعب في عملية السلام، مشيرًا إلى تأخر موسكو في تقديم مذكرة السلام المتفق عليها.
وأكد أن أوكرانيا لن تشارك في مفاوضات لا تأخذ مصالحها بعين الاعتبار، داعيًا المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على روسيا.

دور تركيا في الوساطة:

أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن استعداد بلاده لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أهمية استمرار الزخم الذي تحقق في محادثات إسطنبول السابقة. 
وأشار إلى أن روسيا أبلغت أنقرة استعدادها لمواصلة المفاوضات في 2 يونيو، وتجري تركيا مشاورات مع أوكرانيا بهذا الشأن.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده الأزمة الأوكرانية، حيث تتقاطع مصالح القوى الكبرى وتتصاعد التوترات الإقليمية، ويبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى حل سلمي، أم أن الخلافات العميقة ستستمر في تعقيد المشهد؟