هل تنقذ طائرة “بوينغ” الجديدة الشركة أم تقوضها؟

لم يفاجئني التقرير الإعلامي الذي بيّن أن شركة “بوينغ” تخطط لبناء طائرة ضيقة البدن لها تصميم جديد كلياً لتحل مكان طائرة 737 التي طوّرتها لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، لكن هذه نقطة تحول في مسيرة تعافي الشركة.
أمام رئيسها التنفيذي كيلي أورتبيرغ، المهندس الذي سبق أن قاد “روكويل كولينز”، شركة توريدات صانعي الطائرات، فرصة لاستعادة معايير “بوينغ” المتميزة في تصميم الطائرات التجارية. وقد انحدر هذا المعيار إلى مستوى متدنٍّ جديد بعد كارثة طائرة “737 ماكس”. وما تزال بوينغ تُكافح لتسجيل اعتماد نسختي “ماكس 7″ و”ماكس 10” من الطائرة، بالإضافة إلى الطراز الجديد من طائرة “777” عريضة البدن.
“بوينغ” تخطط لطائرة جديدة لخلافة طراز “737 ماكس”
تجاوزت نسخة “ماكس” حدود تصميم 737 الأصلي، الذي أصبح طائرةً أساسيةً للعديد من شركات الطيران. من السهل رصد طائرة “737 ماكس” على المدرج بفضل محركاتها ذات الشكل “الإهليلجي” المميز في الأسفل، والمثبتة أعلى وأبعد للأمام على الجناح. صُممت هذه التعديلات في التصميم لاستيعاب المحركات الأقوى تحت أجنحة “737” المنخفضة. تطلبت هذه الميزة التصميمية إصلاحاً برمجياً يُسمى نظام تعزيز خصائص المناورة وأدى ذلك إلى حادثين قاتلين.
المطلوب طائرة تنافس غريمتها “إيرباص”
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن بوينغ تعمل حالياً على المراحل الأولى من تطوير طائرة جديدة. قد يستغرق تصميم الطائرة عقداً ويكلف مليارات الدولارات، لذا ستخصص الموارد للمشروع مع مضي الوقت.
تحتاج بوينغ إلى طائرة جديدة تنافس عائلة طائرات “إيرباص A320″، التي تستحوذ على حصة سوقية كبيرة، وتقدم نسخة بسعة ركاب أكبر من طائرات “737” الحالية. لا يمكن لـ”بوينغ” أن تتعثر في هذا المشروع الاستثماري، ويجب أن تكون له الأولوية على أي عوائد للمساهمين.
هل تستهل “بوينغ” إصلاح ثقافتها ببناء طائرة جديدة؟
بمجرد أن تُنهي بوينغ عمليات إصدار الشهادات المُعلقة لطائرتي “737 ماكس” و “777X”، سيُتاح لفرقها الهندسية التركيز على تصميم الطائرات. هناك فرصة للتفوق على “إيرباص” بطائرة ربما تكون أعرض قليلاً، وأجنحة أعلى عن الأرض تدعم تصميمات المحركات لعقود مقبلة.
متوقع أن تُساعد أدوات الذكاء الاصطناعي وتحسينات النمذجة الحاسوبية في تسريع عملية التصميم. وسيكون من الحكمة أن تدرس بوينغ كيف بسّطت “غلف ستريم” تصميم طائراتها الخاصة لخفض تكاليف التصنيع.
الاعتماد على محركات ترفع الكفاءة
عادةً ما تهدف الطائرات الجديدة إلى تحسين استهلاك الوقود بنسبة 20% أو أكثر، وسيلعب مُصنّعو المحركات دوراً رئيسياً في تحقيق ذلك. تطوّر شركة “سي إف إم إنترناشيونال” (CFM International)، وهي مشروع مشترك بين “جنرال إليكتريك” و”سافران إيركرافت إنجنز” (Safran Aircraft Engines)، محركاً بمروحة مفتوحة، وهو أمرٌ ينطوي على بعض المخاطرة، لكنه واعد.
أعلنت شركة “رولز رويس هولدينغز” عن رغبتها في العودة إلى بناء محركات للطائرات التجارية ذات الممر الواحد، وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن الشركة أجرت محادثات استكشافية مع “بوينغ” بشأن الطائرة التي ستحل مكان “737”.
“بوينغ” تجسد فرص ومخاطر القطاع الصناعي لعام 2025
ستلعب إدارة الطيران الفيدرالية دوراً محورياً في اعتماد طائرة جديدة. من الحكمة أن تُشرك بوينغ مفتشي إدارة الطيران الفيدرالية في مرحلة مبكرة من عملية التصميم وتُبقيهم على اطلاع لتجنب الأخطاء الفادحة في طائرة “737 ماكس”. كما يجب على إدارة الطيران الفيدرالية القيام بدورها بتوظيف عدد كافٍ من المفتشين لتجنب أن تُصبح عبئاً على عملية التطوير.
نأمل أن تكون “بوينغ” قد تعلمت درساً بشأن الطرق المختصرة. يجب أن يُعطى هذا الاستثمار في تصميم طائرة جديدة الأولوية قبل عوائد المساهمين. ستكون لحظة حاسمة بطيئة. يمكن لشركة بوينغ اتخاذ القرارات الصائبة لإعادة ترسيخ مكانتها كرائدة في مجال تصنيع الطائرات. من ناحية أخرى، قد يؤدي فشل تصميمي آخر إلى انهيار الشركة.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج