هل وجد ليفربول “البديل المثالي” لمحمد صلاح؟

هل وجد ليفربول “البديل المثالي” لمحمد صلاح؟

في موسمٍ بدأ فيه ليفربول يترنح ويدخل في ما يشبه أزمةً هيكلية، يبدو وكأن كل مباراة تكشف عن المشاكل نفسها: انعدام السيطرة، وانعدام الأمن الدفاعي، وانعدام الاستقرار في الانتقالات.

 

ينبغي أن يكون هذا التوقف الدولي أقل تركيزا على إعادة شحن اللاعبين، وأكثر تركيزا على إعادة بناء فريق يبدو منهكا تكتيكيا ومنهكا نفسيا.

لم تعد القضايا الجوهرية محل نقاش، مع استمرار تراجع الأداء أمام الخصوم الذين يعتمدون على الهجوم الأمامي. لا يستطيع ليفربول التقدم بالكرة باستمرار من العمق؛ ما يشير إلى قرار عدم استهداف الظهيرين اللذين يجيدان التعامل مع الكرة.

يخسر هذا الفريق الحالي الكرات الثانية بمعدلٍ مُقلق؛ ما يُمثل ضغطا كبيرا على الكشافين قبل المباريات.

وأصبح خط الوسط، الذي تم تجميعه بتكلفة باهظة من دون أي لاعب رقم 6 طبيعي، أكثر الطرق ازدحاما في الدوري الإنجليزي الممتاز للهجمات المرتدة الانتقالية.

يعرف كل خصم الآن الصيغة: اللعب الهجومي مبكرا، واختراق خط الوسط، وانتظار الفوضى التي غالبا ما تُفضي إلى فرص كبيرة.

إنّ استمرار اللعب بثمانية لاعبين مغامرين دون أي ركيزة دفاعية حقيقية قد ترك الفريق مكشوفا وهشا، وسهل الاختراق.

ولهذا السبب يبقى إليوت أندرسون، لاعب يناير المفضل- لاعبا قادرا على الدفاع عن المساحات، والانطلاق عبر الالتحامات، وإعادة إحياء حضور خط الوسط الذي كان يُميّز ليفربول سابقا.

ولكن بينما يُمكن تأجيل هذا الحديث حتى فتح باب الانتقالات، فإنّ أبرز ضجة انتقالات حاليا تدور حول جناح بورنموث المتميز، أنطوان سيمينيو.

 

لماذا سيمينيو؟

لنكن واضحين: أنطوان سيمينيو لاعب كرة قدم رائع. إنه قوي، ومتفجر، ومباشر، ومُخرب. يُمكنه اللعب على الأطراف أو في الداخل، ويضغط بقوة، وهو مُناسبٌ للتطور طويل الأمد لهجوم ليفربول، هناك سببٌ يدفع النادي لمواصلة مُراقبته عن كثب وبعناية.

يُعتبر سيمينيو الخليفة الأمثل لمحمد صلاح عند رحيله عن الفريق. إنه جاهز للدوري الإنجليزي الممتاز، ويدخل ذروة تألقه، ومرونته التكتيكية تتوافق مع ما يسعى آرني سلوت إلى بنائه.

نظريا، يبدو هذا استثمارا ذكيا، وهو لاعب يستحق الترحيب، ولكن ليس الآن. الاستثمار الذكي يعتمد أيضا على التوقيت، وهذا التوقيت يبدو خاطئا تماما.

ليفربول ليس بحاجة إلى مهاجم آخر في يناير. إنه بحاجة إلى قوة دافعة. إنه بحاجة إلى تنظيم. إنه بحاجة إلى لاعب وسط يستحوذ على الكرة، ويحمي خط الدفاع، ويوفر منفذا للهروب تحت الضغط.

 

 

المتطلبات القوية الواضحة يجب أن تدفع أي شيء آخر إلى الأشهر الأكثر دفئا؛ لأن هذا الموسم البارد يحتاج إلى لاعب أكثر تكيفا مع الظروف القاسية.

إن إنفاق 60 مليون جنيه إسترليني في منتصف الموسم على مهاجم، في حين أن أكبر نقاط ضعف الفريق هي الهيكلية، سيكون دليلا آخر على إدارة التعاقدات التي أنفقت بالفعل مئات الملايين دون معالجة أهم جوانب الملعب.

هذه أول أزمة حقيقية يشعر بها مايكل إدواردز وريتشارد هيوز منذ توليهما السلطة. عندما تُنفق ما يقارب نصف مليار جنيه إسترليني ويبدو الفريق أسوأ، لا أفضل، يصبح التدقيق حتميا على قاعدة الجماهير والمالكين على حد سواء. يمكن للجماهير التعايش مع هذا التحول.

بل يمكنهم التعايش مع ألم قصير الأمد. ما لا يمكنهم تحمله هو فريق يبدو باهظ الثمن ولكنه غير مكتمل، موهوبا ولكنه غير متماسك.

إنه اختبار لارتكاب أخطاء أغسطس الماضي وتصحيحها. لحظةٌ حاسمةٌ لإدارة التعاقدات التي يجب أن تُظهر فهمها لنقاط الضعف التكتيكية والبدنية للفريق، مع وضع الغرور جانبا للتفكير المنطقي.

 

مستقبل صلاح وخطة خليفته

كل هذا يقودنا إلى صلاح. هناك فرصة ضئيلة لرحيله في يناير إذا اتخذ الدوري السعودي للمحترفين موقفا حازما بعد حسم جولة التأهل لدوري أبطال أوروبا.

لكن السيناريو الأكثر ترجيحا هو رحيله في صيف 2026 – عندما يتبقى عام واحد في عقده، ولا يزال بإمكان ليفربول الحصول على مبلغ إضافي. من شبه المؤكد أن هذا المبلغ سيُغطي تكلفة بديله بالكامل. وهنا تبرز أهمية الحديث عن سيمينيو من جديد.

 

أنطوان سيمينيو أم مايكل أوليس؟

وريث الجناح الأكثر إنتاجية في تاريخ ليفربول الحديث، وهو أمر يستحق دراسة متأنية، وربما يكون أكبر صفقة لاستبدال لاعب منذ رحيل لويس سواريز.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف