هل يستطيع منتخب البرتغال الاعتماد على كريستيانو رونالدو في كأس العالم 2026؟
من الصعب تصديق أن كأس العالم لكرة القدم لم يتبقَّ على موعده سوى عام واحد، يبدو الأمر كما لو كان بالأمس عندما حمل ليونيل ميسي كأس العالم بقطر 2022، متصدرا عناوين الصحف العالمية، التي أكدت أن هذا اللاعب الأسطوري قد رفع أخيرا الجائزة الكروية الأغلى في التاريخ، ورسّخ إرثه.
ولكن، بالطبع، لا يزال البعض يعتقد أن رجلًا آخر يستحق هذا اللقب؛ إذ كان يُنظر في فترة طويلة إلى كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على أنهما اللاعبان اللذان يُحددان ملامح جيلهما، ويتنافسان باستمرار على الأرقام القياسية والجوائز، في منافسة استمرت لأكثر من عقد.
الدون لا يزال القائد
منذ انتقاله إلى نادي النصر، أصبح كريستيانو رونالدو خارج المعادلة نوعا ما، لكنه لا يزال قائدا لمنتخب البرتغال، وسيعتمدون عليه بعد عام ليقودهم للفوز بكأس العالم، فهل لا تزال المنافسة قائمة، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يستطيع النجم البرتغالي حقا منافسة الجيل الجديد من النجوم للفوز بالكأس؟
الحقيقة هي أن رونالدو لا يزال لاعبا من الطراز الرفيع، حتى وإن لم يكن في قمة تألقه كما كان قبل خمسة عشر عاما.
لمن يتابع احتمالات المراهنات الرياضية عبر الإنترنت كانت الاحتمالات دائما في صالحه؛ وهذا يعكس الاحترام والخوف اللذين كان يُثيرهما في الملعب.
الاحتمالات ليست في صالحه الآن، لكن هذا لا يعني أنه لم يعد لاعبا يُحسب له حساب، خاصةً عند أخذ أدائه الأخير في الاعتبار، على سبيل المثال، بالنظر إلى أدائه مع النصر السعودي، سجل رونالدو سبعة أهداف في خمس مباريات في عام 2025، منها هدفان ضد الرياض وهدفان ضد الهلال.
كما أنه يُحقق الفوز مع البرتغال؛ إذ سجل مؤخرا رقما قياسيا جديدا في الأهداف الدولية، ورقما قياسيا في تصفيات كأس العالم.
هل هو اللاعب نفسه الذي كان عليه قبل خمسة عشر عاما؟ لا. هل لا يزال من أبرز اللاعبين وأكثرهم احتراما في عالم كرة القدم؟ بلا شك نعم.
نجم البرتغال
وهذا كل ما تحتاجه البرتغال، على الرغم من صعوبة الجزم بأن كريستيانو رونالدو، البالغ من العمر أربعين عاما، سيتفوق على نجوم كبار مثل كيليان مبابي وإيرلينج هالاند، إلا أن نجاح أي فريق يتطلب أحيانا نجما مميزا، وقائدا يحظى بالاحترام في الملعب ويستطيع بث الرعب في قلوب الخصوم. كان ميسي هو ذلك النجم المميز، ويمكن لرونالدو أن يكون كذلك أيضا. كل ما يحتاجونه هو بناء الزخم أولا.
يُعد الزخم في بطولة، وخاصةً بطولة عالية المخاطر ككأس العالم لكرة القدم، أمرا بالغ الأهمية؛ فهو يسمح للاعبين بالاستقرار في إيقاع لعبهم، وبناء انسجامهم، والثقة بالخطة التكتيكية الموضوعة لهم – وفي حالة البرتغال، سيقودهم هذا إلى الاعتقاد بأنهم يعتمدون على الشخص المناسب.
مع إيمان الفريق بذلك، سيحظى رونالدو بالمساحة والحرية الكافية للانطلاق في أجواء حماسية، وهو ما سيكون حاسما في مراحل خروج المغلوب، حيث غالبا ما تتغلب الثقة والإيمان على القوة البدنية والبراعة التكتيكية. ليس بالضرورة أن يكون رونالدو أفضل لاعب في الملعب، ولكن إذا كان في حالة ذهنية سليمة ويستغل نجوميته، فلا شك أن ذلك يُحدث فرقا كبيرا.
الخلاصة
عندما يتعلق الأمر باعتماد البرتغال عليه، فربما يكونون على حق في ذلك. ولكن المفتاح هنا هو استهداف المباريات القليلة الأولى في مرحلة المجموعات، واستخدام تماسك الفريق لبناء هذا الزخم، وفي نهاية المطاف الإيمان بأن كريستيانو رونالدو لديه فرصة أخيرة لتحقيق المجد على المسرح العالمي.
نقلاً عن: إرم نيوز
