في تطور دبلوماسي مفاجئ، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن وجود مباحثات جارية بين مفاوضين من كييف وموسكو لبحث إمكانية عقد لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبينما ترى أوكرانيا في هذا اللقاء بداية ممكنة للسلام، يبدي الجانب الروسي تحفظاً ويشترط أن يكون اللقاء في المرحلة الأخيرة من المفاوضات.
زيلينسكي: اللقاء بداية ضرورية لإنهاء الحرب
أوضح زيلينسكي، خلال حديثه للصحافيين الجمعة، أن المفاوضات الجارية بدأت تتناول صيغة لقاء محتمل بينه وبين بوتين، قائلاً: “نحتاج إلى إنهاء الحرب، الذي يبدأ على الأرجح بلقاء بين القادة، مجرد الحديث عن هذا اللقاء يُعد تقدماً بحد ذاته”.
وأضاف أن هذا اللقاء يجب أن يتضمن مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق أن تعهد بوضع حد للنزاع في غضون 50 يوماً حال إعادة انتخابه.
بوتين متحفظ: القمة في المرحلة الأخيرة فقط
في المقابل، لا يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي حماسة لعقد القمة في الوقت القريب، إذ قال في تصريحات سابقة إن أي لقاء مباشر مع نظيره الأوكراني لن يتم إلا بعد التوصل إلى نتائج ملموسة في المفاوضات.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي قوله: “التحضير للقمة يجب أن يكون دقيقاً. وإلا فلن يكون لها أي معنى سياسي أو استراتيجي”.
مقترح لعقد القمة في أغسطس بدعم من ترامب
وخلال الجولة الثالثة من المفاوضات التي استضافتها إسطنبول الأربعاء الماضي، اقترح رئيس الوفد الأوكراني رستم أومروف عقد القمة بين زيلينسكي وبوتين بحلول نهاية أغسطس المقبل، في إطار المهلة الزمنية التي حددها ترامب لبوتين، والتي تنتهي خلال 50 يوماً، وتوعد فيها بفرض عقوبات صارمة في حال فشل المسار الدبلوماسي.
الأوضاع الميدانية: روسيا تتقدم ببطء
وعلى الأرض، أشار زيلينسكي إلى أن القوات الروسية تواصل تقدمها البطيء على الجبهات المختلفة، لكنها لم تحقق أي اختراقات كبيرة حتى الآن.
وأكد أن الوضع لا يزال معقدًا ميدانيًا، لكنه يرى في المبادرة السياسية فرصة لتفادي مزيد من التصعيد والدمار.
فجوة واسعة في المواقف بين الطرفين
ورغم الحديث عن لقاء محتمل، إلا أن التباين في المواقف بين الجانبين لا يزال واضحًا. ففي حين تسعى أوكرانيا لتسريع المسار الدبلوماسي وإنهاء الحرب عبر اتفاق سياسي شامل، تصر موسكو على تحقيق مكاسب ميدانية أولاً وتعتبر اللقاء بين القادة تتويجًا لعملية طويلة من التفاوض المعقد.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق