هل يكرر سالم الدوسري “معجزة” كريستيانو رونالدو؟

هل يكرر سالم الدوسري “معجزة” كريستيانو رونالدو؟

في عالم كرة القدم، هناك أرقام قياسية تبدو وكأنها وُجدت لتبقى خالدة، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، بالنسبة لنادي الهلال، يظل الرقم 175 هدفا المسجل باسم الأسطورة سامي الجابر هو القمة التي لم يستطع أحد تسلقها. 

لكن الآن، وبعد أن أصبح “التورنيدو” سالم الدوسري الهداف التاريخي للنادي في دوري المحترفين، بدأ الهمس يتحول إلى سؤال جاد: هل يستطيع سالم، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، تحقيق المعجزة وتكرار ما يفعله كريستيانو رونالدو مع الزمن؟

المهمة المستحيلة.. 39 هدفا في مواجهة الزمن

المعركة التي يخوضها سالم الدوسري الآن ليست ضد مدافعي الخصوم، بل ضد الزمن نفسه. فبينما يطارد كريستيانو رونالدو، وهو في الأربعين من عمره، معجزة الهدف الألف، يواجه سالم تحديا لا يقل صعوبة: تسجيل 39 هدفا إضافيا لمعادلة رقم سامي الجابر. 

هذا الرقم، في سن الرابعة والثلاثين، يبدو شبه مستحيل، فكل تجديد عقد قادم لسالم سيُنظر إليه على أنه الأخير، وكل موسم يمر يقلل من فرصته في الوصول لهذا الإرث التاريخي.

 

 

هل يملك سالم عقلية رونالدو

ما يفعله رونالدو في النصر ليس مجرد موهبة، بل هو نتاج عقلية حديدية والتزام خارق بالتدريبات والنظام الغذائي؛ ما سمح له بهزيمة الزمن. 

السؤال الأهم هو: هل يملك سالم الدوسري هذا الجوع والاستمرارية نفسها ليحافظ على مستواه التهديفي في المواسم القادمة؟ صحيح أن سالم قدم أفضل مواسمه التهديفية في سن متقدمة نسبيا، لكنه يعاني هذا الموسم من جفاف تهديفي واضح ( سجل هدفين فقط في 6 مباريات بالدوري)، مما يثير الشكوك حول قدرته على الحفاظ على معدل تهديفي مرتفع.

فخ إنزاغي.. التكتيك ضد الطموح

العقبة الثانية أمام معجزة سالم ليست بدنية فقط، بل تكتيكية؛ فمع وصول المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، تغير دور سالم الدوسري في الملعب؛ إذ لم يعد هو الجناح القاتل الذي ينهي الهجمات، بل تحول إلى جناح وهمي يدخل لعمق الملعب ليفتح المساحة للظهير الطائر ثيو هيرنانديز، هذا الدور التكتيكي الجديد يجعله صانع ألعاب أكثر من كونه هدافا، وهو ما يقلل بشكل كبير من فرصه في تسجيل 39 هدفا في السنوات القليلة المتبقية له.

 

 

في النهاية، يبدو أن معجزة سالم الدوسري في الوصول لرقم سامي الجابر تصطدم بثلاثة أعداء لا ترحم، الزمن الذي يتقدم، والجسد الذي بدأ يظهر علامات التراجع، والتكتيك الجديد للمدرب الذي يضعه بعيدا عن المرمى. 

وبينما يثبت رونالدو للعالم كل يوم أن العمر مجرد رقم، يواجه سالم الدوسري الحقيقة المرة وهي أن تحطيم رقم الجابر قد يبقى الحلم المستحيل الذي سيظل يطارده حتى نهاية مسيرته.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف