
أعلنت “هواوي تكنولوجيز” عن تقنية جديدة لرقائق الذكاء الاصطناعي بقدرة حاسوبية أكبر، في محاولة لمجابهة هيمنة “إنفيديا”.
قالت الشركة، التي يقع مقرها في شنزن، في بيان صدر الخميس إن تكنولوجيا “سوبر بود” (SuperPod) الجديدة بمقدورها دعم ربط ما يصل إلى 15488 بطاقة رسوم تحتوي على رقائق الذكاء الاصطناعي من طراز “أسيند” (Ascend) من إنتاج “هواوي”. وأضافت أنها تشغل حالياً مجموعة حاسوبية فائقة تضم نحو مليون بطاقة رسوم.
حرب الرقائق بين أميركا والصين
كشف مؤسس “هواوي” رِن تشنغفاي في وقت سابق من العام لصحيفة “بيبولز ديلي” الحكومية أن الشركة لم تواكب الولايات المتحدة بعد فيما يخص إنتاجية الرقاقة الواحدة، لكن “لا يزال بإمكانها الحصول على النتائج التي نسعى إليها بالاستعانة بالحوسبة المعتمدة على المجموعات”.
يساعد هذا النهج القوي رائدة رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين على تعزيز أداء أشباه الموصلات التي تطورها، والتي تستخدمها الشركات المحلية الممنوعة من الحصول على منتجات “إنفيديا” الأعلى أداءً في تدريب وتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي. وبينما لا يمثل حل “هواوي” تقدماً كبيراً في تكنولوجيا الرقائق، فإنه يُعد أحدث تطور تحققه الشركات الصينية الساعية إلى تطوير بدائلها المحلية في مواجهة العقوبات الأميركية على الرقائق.
ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة باعتقاد أن كبرى شركات القطاع في البلاد تتقدم بخطى ثابتة في تطوير الذكاء الاصطناعي والرقائق محلياً.
وتعد “مجموعة علي بابا القابضة” و”بايدو” من بين الشركات التي نجحت في الحصول على عملاء مهمين لتصميماتهما الخاصة، كما راتفعت قيمة “كامبريكون تكنولوجيز” السوقية هذا العام، وتعد الشركة مؤشراً على قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي في البلاد.
الصين تضيق الخناق على “إنفيديا”
أمرت الصين شركات التكنولوجيا الكبرى في الآونة الأخيرة بعدم استخدام رقاقة “إنفيديا” من طراز “آر تي إكس برو 6000 دي” (RTX Pro 6000 D)، وهي رقاقة مخصصة لمحطات العمل ويمكن تعديلها لتناسب تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويُعد القرار أحدث محاولة من بكين لدعم البدائل المحلية، وتقليل اعتماد البلاد تدريجياً على معدات “إنفيديا”، التي تعتبر الشركة الأكثر تطوراً في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي.
كما دعت السلطات الصينية الشركات إلى عدم استخدام رقاقة “إتش 20” (H20)، المصممة لأنشطة الذكاء الاصطناعي. وبينما لا يرقى التوجيه إلى درجة الحظر التام، إلا أنه أدى إلى أثر سلبي ملحوظ، فرغم حصول “إنفيديا” على الضوء الأخضر رسمياً من واشنطن على بعض من صادرات “إتش 20″، لم تصدر هذه الشحنات، بحسب ما كشفته الشركة الأسبوع الماضي.
يخلق ذلك فراغاً كبيراً في السوق الصينية، وفرصة كبيرة أمام مصنعي الرقائق المحليين، مثل “هواوي” و”كامبريكون”، لملئه. ويبدو حل “سوبر بود” من “هواوي” محاولة متطورة لمنافسة منتج “إن في لينك” (NVLink) من “إنفيديا”، الذي يتيح الاتصالات فائقة السرعة بين الرقائق الأساسية في الخادم.
منافسة “هواوي” و”إنفيديا”
تُعد هذه التكنولوجيا ذات أهمية خاصة لقدرة “هواوي” على منافسة “إنفيديا”، إذ إن “أسيند”، الرقاقة الأكثر تقدماً التي تنتجها الشركة الصينية، أقل أداءً مقارنةً بأحدث رقاقة تطوراً من إنتاج منافستها الأميركية.
ولتعويض القدرة الحاسوبية الأقل التي تقدمها رقاقة الذكاء الاصطناعي الواحدة، تركز “هواوي” على تطوير تكنولوجيا لربط عدد أكبر من أشباه الموصلات معاً في شكل مجموعة.
كما أعلنت “هواوي” خلال فعالية أقامتها الشركة الخميس، عن مجموعة جديدة من رقائق الذكاء الاصطناعي، تعتزم طرحها خلال السنوات الثلاث المقبلة، بحسب وسائل إعلام صينية.
وتعتزم الشركة طرح رقاقة “أسيند 950 بي آر” (Ascend 950PR) المزودة برقاقة ذاكرة للذكاء الاصطناعي من تصميمها أوائل العام المقبل، ورقاقة “أسيند 950 دي تي” أواخر 2026، و”أسيند 960″ أواخر 2027، ثم “أسيند 970” في أواخر 2028.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج