وداعا للخصوصية.. البصمة الرقمية تُلغي فاعلية التصفح الخفي
يعتقد كثير من المستخدمين أن وضع “التصفح الخفي/Incognito Mode”، في المتصفحات يوفر لهم درجة عالية من الخصوصية وحماية البيانات الشخصية.
لكنّ خبراء الأمن الرقمي يؤكدون أن هذا الوضع لا يمنع الشركات والمواقع من تتبع المستخدمين، وأن تقنية البصمة الرقمية أو التتبع باستخدام خصائص الجهاز تجعل المتصفح الخفي بلا جدوى حقيقية في الحفاظ على الخصوصية على الشبكة.
وضع التصفح الخفي
وتقدم متصفحات الويب مثل “كروم” و”سفاري” و”فايرفوكس” وضع التصفح الخفي أو الخاص بهدف جعل جلسة التصفح أكثر خصوصية ولا يتم حفظها بعد إغلاق النافذة، وهذا يمنع ظهور المواقع التي تمت زيارتها في سجل المتصفح على الجهاز نفسه، وهو مفيد خصوصًا على أجهزة مشتركة.
لكنّ هذه الميزات تنطبق فقط على البيانات المحفوظة محليًا على الجهاز، ولا تعني بأي حال طمس النشاط أو الهوية أمام المواقع أو موفّري الخدمة أو الشركات الإعلانية.
البصمة الرقمية
حتى بعد تفعيل وضع التصفح الخفي، ما زالت المواقع قادرة على تتبعك من خلال تقنية تُعرف باسم “البصمة الرقمية/Browser Fingerprinting”، وهي عملية تقوم فيها المواقع بجمع معلومات حول جهازك وبرامجك وبيئتك الرقمية لإنشاء معرّف فريد يمكن استخدامه للتعرف عليك في زيارات مختلفة، حتى لو لم يكن لديك بيانات محفوظة.

وتشمل هذه المعلومات خصائص مثل نظام التشغيل وإصداره وإصدار المتصفح والملحقات المثبتة ودقة الشاشة وأنواع الخطوط وإعدادات الجهاز المتنوعة، وعند تجميع هذه البيانات، يمكن للمواقع إنشاء توقيع رقمي فريد يمكنه التعرف على المستخدم عبر الجلسات المختلفة، حتى لو كانت في وضع التصفح الخاص.
فوائد محدودة
ويعتبر خبراء الخصوصية أن وضع التصفح الخفي ليس أداة لإخفاء الهوية عبر الإنترنت، بل هو وسيلة لحماية خصوصيتك المحلية فقط من بقية المستخدمين على نفس الجهاز، بمعنى آخر، المتصفح لا يُخفي نشاطك عن الإنترنت نفسه، ولا يمنع الشركات أو مزودي خدمة الإنترنت من رؤية المواقع التي تتصفحها.
وبحسب تحليل العديد من المصادر التقنية، فإن مواقع الويب يمكنها تتبع المستخدمين في التصفح الخاص بنفس أسلوبها في التصفح العادي، ما يجعل وضع التصفح الخفي عديم الجدوى كوسيلة حقيقية للخصوصية على الشبكة.
خطوات لخصوصية أفضل
ينصح خبراء الأمن الرقمي باللجوء إلى أدوات وتقنيات توفر طبقات حماية أقوى، مثل المتصفحات التي تركّز على الخصوصية ولا تتعقب المستخدمين، ومنها “Brave” أو “Firefox” مع إعدادات مضادة للبصمات الإلكترونية، وهذه الحلول وحدها قد تساعد في تقليل إمكانية التتبع، لكنها أيضاً تحمل تحديات وتقييدات خاصة في حماية الهوية بشكل كامل على الإنترنت.
ويبقى وضع التصفح الخفي أداة محدودة في حماية خصوصية المستخدم، لا تتجاوز إخفاء سجل المتصفح على الجهاز نفسه، وبينما تتيح تقنيات مثل البصمة الرقمية للشركات تتبع المستخدمين عبر الإنترنت بطرق أكثر تقدّمًا وتعقيدًا، هذا يجعل الاعتماد على المتصفح الخفي وحده غير كافٍ لحماية بياناتك وهويتك على الشبكة.
نقلاً عن: إرم نيوز
